30 ديسمبر 2012

تغيير الدستور ممكن


تغيير الدستور ممكن ..
الدستور الذى تم الاستفتاء عليه منذ أيام مثقل بعبارات و مواد ملغمة يمكن أن تفجر  الأمة المصرية مستقبلا و تحولها الى أشلاء .  و لكن يمكن تعديل مواده فى أى وقت إذا ما اجتمعت ارادة الشعب على ذلك . وفى هذا السياق  لابد و أن نتذكر الناشطة المصرية الراحلة الدكتورة درية شفيق التى استطاعت بإصرار و عزيمة لا تلين أن ترغم المسئولين على  إقرار الحقوق السياسية للمرأة المصرية .
كانت نساء مصر قد سبقن الكلمة بالفعل و خرجن فى مظاهرات  و اعتصمن و أضربن عن الطهام و أحرقن الملابس المستوردة من انجلترا فى ميدان الإسماعيلية وكتبن المقالات و نشرن البيانات من أجل حرية واستقلال مصر . و بعد كل ذلك رفض طلبهن بمنح  الحقوق السياسية لنساء مصر  و خرج دستور 1923 (  دستور الثورة ) منقوصا يمشى على قدم واحدة فلم يكتب له البقاء . وانتظرت النساء لمدة ما يقرب من ثلاثة عقود و لكن العناد الذكورى لم يلن و ظل ساسة ذلك الزمان ينكرون على أمهاتهم و شقيقاتهم و بناتهم حقوقهن السياسية .   و فى أوائل الخمسينات تكررت المحاولة بزعامة درية شفيق التى قادت   فى التاسع عشر من فبراير 1951 مجموعة من النساء فى مسيرة الى البرلمان المصرى ، ثم اتجهن الى رئاسة الوزراء  وطلبن موعدا من مصطفى النحاس رئيس الوزراء فى ذلك الوقت لتقديم طلبات نساء مصر ،   ولكن الزعيم رفض وقدم بلاغا للنائب العام فى درية  شفيق  ، و قدمت الدكتورة درية للمحاكمة  الا أن القضية تأجلت الى أجل غير مسمى . وفى 30 مارس 1952 قدمت درية شفيق أوراق ترشيحها  للبرلمان ، و لكن  الشيخ مخلوف مفتى مصر فى ذلك الوقت أصدر فتوى  بعدم جواز  دخول المرأة للبرلمان !.
بعد قيام ثورة يوليو 1952 تجدد الأمل فى نفوس النساء المصريات ، و انتهزن فرصة الإعداد لدستور جديد يتفق مع روح ثورة 1952 ، و لكنهن فوجئن بخلو اللجنة التأسيسية المزمع تشكيلها لوضع الدستور الجديد للبلاد من أسماء النساء . اعتصمت درية فى نقابة الصحفيين مع  زميلاتها ، و أبرقن لكل المسئولين المصريين و إلى عدد كبير من  مندوبى الصحافة العالمية فى مصر بعزمهن على الإضراب عن الطعام احتجاجاعلى أن اللجنة التأسيسية المزمع تشكيلها لوضع الدستور الجديد للبلاد لم تضم امرأة واحدة ، و قالت درية فى برقيتها : أنا أرفض الخضوع لدستور لم أشارك فى صياغته..
استمر اضراب السيدات عن الطعام لمدة 10 أيام ، حتى أرسل  اللواء محمد نجيب رئيس مجلس الثورة فى ذلك الوقت رسالة للسيدات  وعد فيها بأن يكفل الدستور حقوقها السياسية  الكاملة . وفى عهد الرئيس جمال عبدالناصر انتصرت ارادة المرأة المصرية  و صدر الدستور الجديد فى 16 يناير عام 1956 متضمنا منح المرأة المصرية حق التصويت .
و مانيل المطالب بالتمنى                   و لكن تؤخذ الدنيا غلابا