20 فبراير 2014

عودة زمن الحب

                            
 صورة المشير السيسى التى يرفعها المصريون فى كل مظاهرة و يعلقونها فى الشوارع و على حوائط شققهم تعبر عن حب صادق لبطل احبهم وضحى بحياته من أجلهم فبادلوه الحب . أطنان الزيت و السكر ولا أى رشوة ما كانت  تشترى ذلك الحب النابع من قلوب متعطشة للسلام و الوئام كى تتفرغ للبناء .
مصر الخمسينات و الستينات كانت موطن الحب فى ظل رئيس عشقه الشعب و مهما هاجمه الخصوم و قال عليه الاعداء لا يلتفتون لاقاويلهم ويرفعونه فوق الاعناق ، و لكن القدر اختاره فجأة فمات فى الخمسين من عمره فى عز الفتوة و الحكمة و الأمل . راح ناصر و جاء السيسى ليكمل مسيرته و يبنى الدولة القوية التى حلم بها .
 كنا نحتفل بيوم الحب في 14 فبراير فى ذكرى القديس فالنتاين الذى عاش في أواخر القرن الثالث الميلادي و اعدمه الإمبراطور الروماني لأنه خالف أوامره بمنع عقد أي قران ، واستمر يعقد الزيجات في كنيسته سرا حتى اكتشف أمره وتم اعدامه عام  270 م. تلقف الناس المناسبة لتخرجهم من جو القتامة الذى فرضته عليهم جماعات تروعهم و تؤذيهم باسم الدين وتزرع الكراهية فى قلوب من يتبعونها .ولكن الحب انتصر و بدأت رسومه تزين المحلات والناس يتبادلون اهداء كروت كيوبيد والورود الحمراء رغم صدور فتوى حمقاء تحرم الاحتفاء بعيد الحب " و اتخاذه مناسبة لتبادل الحب والغرام وإهداء الهدايا الخاصة فيه والتهنئة به وفاعله آثم مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب ، ويحرم إنفاق المال في سبيل ذلك ، ولا يجوز لمسلم المشاركة أو إجابة الدعوة ، ويحرم على الأسواق بيع الأدوات التي تستخدم في ذلك من الزهور والباقات والهدايا والملابس وغيرها وما يتقاضونه من الأموال سحت حرام عليهم ، ولا يجوز تسويق شعارات الحب والدعاية لها من قبل الوكالات والقنوات والمواقع الإلكترونية" !! ما أبشع قصر النظر وسطحية التفكير الذى لا يرى ان الحب لا يقتصر على العشاق بل يملأ الدنيا بمعانى الود والبهجة .
واقترح ان يكون يوم 30 يونيو من كل عام عيدا للحب نحتفل فيه بعيدنا المصرى الخاص كما نحتفل بعيد الربيع فى شم النسيم وبيوم المرأة المصرية فى 16 مارس نتبادل فيه الورود البيضاء وزهور اللوتس و نعبر فيه عن حبنا لمصر ولبعضنا البعض بصرف النظر عن اللون والعمر و العقيدة الدينية او السياسية . يوم تذوب فيه كل الفوارق و نعود الى طبيعتنا  قبل ان تنعق بوم الطائفية التى فرقت بين الاهل و الجيران و زملاء العمل و الدراسة و أمرت الناس ألا يحتفلوا بيوم الحب . الحمد لله انتهى زمن القتامة و عاد الى موطنه الحب الذى هاجر .


يا عزيزى كلنا كبار !

                          

الحمدلله الذى الهم كاتبنا الكبير علاء الأسوانى بتصنيف جديد للشعب المصرى كنا تائهين عنه و لقاه. عرفنا أننا معشر المصريين ننقسم الى جيلين مختلفين تماما فى الرؤية والثقافة والمشاعر والسلوك . حشر الاسوانى جيل الكبار فى سلة واحدة و اتهمهم بأنهم منزوعو الوعى السياسى اعتبروا الإذعان حكمة و  الجبن عين العقل. أما "جيل الشباب فهو بمثابة الطفرة التى اكتسبت على غير توقع خصائص جديدة لم تكن موجودة فى الأجيال السابقة" ! . و حيث أننى من جيل الشباب ( شاء من شاء و أبى من أبى ) فقد دعوت الله ألا يستجيبوا لنميمة الأسوانى كما فعلوا من قبل و منحوا أصواتهم لمرسى فوقعت الواقعة.
يا عزيزى الأسوانى أنت فى حاجة الى درس خصوصى فى التاريخ وكلامك يخالف العلم و المنطق و حقائق التاريخ . و بدلا من أن توقع الشباب فى مصيبة أخرى ، ذكرهم أن جيل الكبار لم يقفز الى عربة المترو المخصصة للشباب بل هو الذى ألهم الثوار و فتح عيونهم على ماكان يحدث فى مصر . إحك لهم عن بطولات من عارضوا النظام كتابة و قولا وفعلا، و من اعتقل و منع من الكتابة و من  اضطروا لمغادرة البلاد هربا من الملاحقة . المشكلة الحقيقية أننا لانقرأ لبعض ، و نريد مثل حكام الفراعنة ان نمسح انجازات من سبقونا او ننسبها لأنفسنا  .
إننى ارفض الاتهامات المرسلة للثوار و لا أثق أو أحترم تسريبات الداخلية ، لكنى لا أعتقد أن بمقدورهم قيادة الدفة وحدهم فى هذه الأيام الحالكة بل هم فى أمس الحاجة الى حكمة الشيوخ و تجاربهم . وليس من الحكمة أن نؤلب جيل الشباب  على كل من سبقوه بينما مصر الحبيبة تعانى و تتألم و تتكاثر حولها السهام من الخارج و الداخل .
كل جيل فيه الطيب و الخبيث و الشباب بشر لهم أخطاؤهم ، والقطيع الذى يتبع الجماعة الارهابية و ينفذ مخططات التدمير و الحرق من الشباب ، و بعض الشباب (ومن الثوار) يتعاطف معهم و يشاركهم أحيانا بعض جرائمهم . وبسبب جرائم طلاب الإخوان و أذنابهم طالبت أغلبية ساحقة من المصريين بقانون يحميهم و يكفل سلمية  التظاهر .
وبصفتك روائى كبير لا بد قرأت رواية الإخوة كرامازوف فلتتق الله فى الشباب ولا تكن مثل ايفان بطل الرواية الذى ظل يحرض أخاه على أبيهما ، حتى قتل الأخ أباه و انتحر . نعم ، الديموقراطية هى الحل ، على أن تكون للجميع و ليست لجيل أو فصيل بمفرده .  و اذا كنت تطالب جيل الكبار بأن يستمع إلى الشباب فلتحض الشباب على أن يقرأوا و يتعلموا من الكبار  .



لا ديمقراطية بلا معارضة

                
لا يمكن أن تكتمل الديمقراطية بدون وجود معارضة قوية تقف على قدم المساواة مع النظام الحاكم . و فى مصر اليوم أكثر من جهة معارضة ، و لكنها خافتة الصوت أو محجوبة . و لو أتيحت الفرصة لظهور القيادات المعارضة واستمع الشعب الى تبريراتهم فسوف يحكم بنفسه على مدى اخلاصهم لمصر وولائهم للوطن و تلك هى الخدمة الاستثنائية التى قدمتها القنوات الموصوفة بالدينية . إن رذاذ الكلام والسباب و التهديد و الوعيد الذى تبارى قادة التيار الدينى – و الإخوان بالذات – لتوجبهه لكل من عارضوهم قدم لوكلاء النيابة أدلة دامغة على تورطهم فى تحريض البسطاء و المشاركة فى ارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون  .
اذن لا حل سوى القاء الضوء على الآراء المعارضة و الرد عليها بالحجة و البرهان . لابد أن تفسح القنوات المحلية و الفضائية الفرصة لعقلاء المعارضين سواء فى التيار الدينى أو فى القوى السياسية الأخرى ، وأن  يقوم المذيعون بالتحاور معهم دون فرض رأى أو التحيز لرأى آخر . ليس مطلوبا أن تتحول البرامج الى محاكمات للمعارضين أو أن يصبح المذيعون وكلاء نيابة ، فالمذيع مهمته الأساسية اتاحة فرصة التعبير لكل التيارات و الاتجاهات و الأشخاص الذين يحترمون الكلمة و يلتزمون بأدب الحوار و يدركون أهمية أن يعرف الشعب الحقائق كلها بلا مواربة.  الحوار فن لو تعلمناه سوف يغنينا عن كل الأسلحة الأخرى اللفظية و النارية و البيضاء..الخ ،  و سيقضى على داء التشهير و تلفيق التهم و اختلاق الإشاعات الذى تفشى بيننا مؤخرا ، و يضفى  حيوية للحياة السياسية  و للتليفزيون فى نفس الوقت . يحى الأجساد الميتة  كيف تستعد للانتخابات  القادمة برلمان و رئاسة
إن الحوار الحر اذا ما بدأ فى التليفزيون سوف يحول ذلك الجهاز السحرى الى مدرسة بل جامعة يتلقى فيها الشعب دروسا فى فن الحوار و يحصل فى النهاية أعلى الشهادات فى المعرفة و يدرك قيمة الاعتراض  السلمى ولن يلجأ الى الممارسات الخارجة على القانون  التى أرهقت مصر على مدى عامين و عطلت الإنتاج وسببت البطالة لآلاف العاملين و تهدد خزانتها بالإفلاس
----



سئلة تبحث عن إجابات

                                   

 لا اعتراض على أن يترشح لرئاسة الجمهورية أى مواطن مصرى طالما انطبقت عليه الشروط القانونية للترشح ، و لا اعتراض على من يفوز فى الانتخابات طالما  تمت فى جو من الشفافية و النزاهة ، وتمت العملية الانتخابية دون أن تشبها رشوة أو تزوير استمارات أوتلاعب من أى جهة .  و قد حدث بالفعل بعد أن أعلن الرئيس المعزول فوزه فى انتخابات الرئاسة السابقة ، قبل أن تعلن النتيجة رسميا ، أن تغاضينا عن هذا الخطأ الفادح ، و سكت المرشح المنافس فلم يملأ الدنيا صراخا و وعويلا و لم يقاضى اللجنة بل اعترف بشهامة بالحاكم الجديد وتمنى له التوفيق .ابتلعنا الطعم رغم ما أصابنا من صدمة ، الى أن بدأت الحقائق تتكشف ، وتوالت الصدمات واحدة وراء الأخرى فلم يطق الشعب صبرا و كما أعطى الثقة سحبها و هذا حقه بلا أى شك .
واليوم يتردد أن بعض أنصار المعزول من رفاقه المخلصين سيترشح للرئاسة و منهم  الدكتور ابو الفتوح و المحامى سليم العوا ، و مرة أخرى اللهم لا اعتراض ، و لكن من حقنا كناخبين أن نعرف :  هل سيضع أى منهما خطة انتخابية تتضمن المصالحة مع الأخوان رغم أن جماعتهم  أصبحت جسدا ميتا لا مصير له سوى التعفن ! هل سنقرأ خطة تعد الشعب بإقامة محاكمة لكل من أساء الى ثورته و شوهها و اغتال أبناءها أمام الاتحادية أو فى مناسبات أخرى باتت معروفة للكافة ؟

هل سيتوجه أى منهما الى ثلاثة أرباع الأمة ( الأقباط و النساء ) باعتذار عن انتمائه لجماعة جاهرت بعدائها لهم ورفضت الاعتراف بحقوقهم السياسية ..الخ ؟ هل سيصدر أيا منهما وعدا للمواطنين الذين روعوا و هُددوا وأُحرقت و نُهبت محلاتهم و هُجروا من  ديارهم و مُنع بعضهم من التصويت فى الانتخابات السابقة بأن يقتص لهم و يتعهد بألا تتكرر تلك الجرائم  طوال حكمه ؟ هل سيُغرى الناخبات بوعدهم بأن يكون نصف عدد الوزراء فى عهده من مئات الالاف المصريات النابهات المتفوقات فى كل المجالات ؟ ، وأسئلة أخرى كثيرة نطالبهم بالرد عليها قبل أن يوقعوا استمارة الترشح .

يا شباب الثوار إعلنوا الحقيقة .


.                           
أعلنت  اللجنة العليا للانتخابات أن نسبة نسبة المشاركة الشعبية على الدستور المعدل 38% ، و معنى ذلك أن 62% ممن لهم حق التصويت تقاعسوا عن المشاركة !
فهل صحيح أن الشباب قاطعوا الاستفتاء على التعديلات الدستورية احتجاجا على الهجوم الذى تشنه بعض البرامج الفضائية على ثورة الخامس و العشرين من يناير و من قاموا بها..؟  . إن هذاالموقف من الشباب – إن صح- يعكس تراجعا عن المبادىء التى ثاروا لتحقيقها : حرية التعبير و الشفافية وإعلان الحقائق كاملة بلا رتوش على الشعب . عيش حرية كرامة إنسانية . كيف تتحقق للشعب كرامته و حريته و سيادته إذا ما حُجبت عنه الحقائق و استمر الخطاة سادرين فى غيهم . كنت أتمنى أن يطلع علينا المتهمون بمؤتمر موسع يثبتون فيه براءتهم من كل التهم و يعلنون على الملأ الأموال التى تلقوها و ممن و أسبابها و علاقتهم بالدول و المنظمات الدولية و الفضائيات المعادية لمصر و بالدكتور البرادعى و موقفهم من أحداث ما بعد الخامس و العشرين من يناير و من الدستور المعدل و من جرائم طلاب الإخوان ..الخ
من حق الشعب الذى فرح بالثوار الشابات والشبان و خرج بالملايين لتأييد الثورة لأيام متتالية
أن يطلع على الحقائق من منابعها الأصلية و ليس من الشائعات أو التسريبات، و أن يقرر بعدها من الذى تاجر و خان و من بقى على العهد و يستحق التكريم و الارتقاء الى مصاف الأبطال . لا نريد لكل ثوراتنا أن تنقلب الى "هوجة" ، كما اتهمت ثورة عرابى ، ولا "إنقلاب" كما لا يزال البعض يسمى ثورة ناصر . لقد تسببت التسريبات و الشائعات فى موجه من النفور من الثورة و  شبابها ، و طُرد بعضهم من لجان الإستفتاء على الدستور تلاحقهم لعنات الجمهور و الاتهام بالعمالة و الخيانة . و لا شك عندى فى أن الذين ستثبت عليهم تلك الاتهامات قِلة ، و أن الأغلبية العظمى من الثوار كانوا و لا يزالوا منزهين عن الغرض ، ثاروا و أصيبوا و استُشهد منهم الآلاف من أجل مصر و لوجه الله . إن الشعب المصرى لن يُخفى رأسه فى الرمال كما فعل على مدار أربعة عقود سابقة ، و لن يقبل التزييف و التزوير و الكذب ، و لسوف تظهر الحقائق يوما ما ، و على الأبرياء أن يعلنوا الحقائق بأنفسهم قبل أن تسطع أضواؤها و حتى لا يُظلم العاطل مع الباطل و تشوه أعظم ثورة فى تاريخنا  .











ثورة شعب يصنع التاريخ

                      
ثورة الخامس و العشرين من يناير التى يتنكر لها بعض أبناء مصر بلا خجل ليست سوى امتداد لتاريخ الشعب المصرى قديما و حديثا ، فقد يطول انتظاره و لكنه اذا ما هب ثائرا ألحق بعدوه  الهزيمة الساحقة . إنه يصبر طويلا ثم يثور و يصنع التاريخ..
أذهلت الثورة العالم و لم يُخف بعض حكام الغرب انبهارهم بالشعب المصرى ، فاعترف رئيس النمسا هاينز فيشر بأن “شعب مصر أعظم شعوب الأرض و يستحق جائزة نوبل للسلام” وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما  "يـجب أن نربي أبـناءنا ليصبحوا كشباب مصر" . أما رئيس وزاراء إيطاليا سيلفيو برلسكوني فقال "لا جــديد في مصر فقد صنع المصـــريون التاريخ كالعادة" .
و هذه العبارة تكرار لما قاله نابليون بونابرت منذ قرنين " في أوروبا الغيوم لا تجعلك تفكر في المشاريع التي تغير التاريخ‏ ،‏ أما في مصر فإن الذي يحكم بإمكانه أن يغير التاريخ‏ "، وقال  " لو لم أكن حاكما علي مصر لما أصبحت إمبراطورا علي فرنسا‏".
كان نابليون يحلم بتشييد امبراطورية فرنسية في الشرق تكون مصر نواتها.، ولكى يستميل المصريين ادعى إنه اعتنق الإسلام وأصبح اسمه "بونابردي باشا"، وقيل إنه كان يتجول فى شوارع مصرمرتديا العمامة  والجلباب ، و يتردد إلى المسجد في أيام الجمعة . و لكن هذا لم ينطلى على شعب مصر العريق ، و تحطمت أحلام القائد الذى هزم الشعوب الأوروبية على صخرة الجسارة المصرية ، و تلاشى حلم الامبراطورية الفرنسية الشرقية بعد ثلاث سنوات فقط من غزو بونابرت لمصر.
ويواصل الشعب مسيرته ليقضى على الباطل ، و يسطر بكفاحه تاريخ العالم ، فينهى  فى الستينات  من القرن الماضى الاستعمار الأوروبى الذى رزح على قلوب الشعوب العربية و الأفريقية و استغل ثرواتهم. و بعد أن وقع الزعيم جمال عبد الناصر معاهدة جلاء الجيش الإنجليزى عن مصر بدأ العد التنازلى ، إيذانا بغروب الامبراطورية البريطانية التى لم تكن تغرب عنها الشمس  وحان غروبها على يد ناصر ، و فى عقدين انهاراستعمار دام عشرات العقود .


بالضربة القاضية

                     
لم تكد تمر سنوات ثلاث على ثورة الخامس و العشرين من يناير حتى بدأت السهام  تصوب اليها من كل اتجاه . الكل يريد أن يقضى عليها و هى مازالت تحبو ، دون مراعاة لملايين المواطنين الذين تدفقوا الى الميدان ليشاركوا الفرحة وينضموا للثوار ،لآلاف الشهداء و المصابين ، لعشرات الآلاف من الصور التى تثبت مشاركة الشعب بكل أطيافه و فرحته بالثورة ، لتصريحات زعماء العالم و ذهول وكالات الأنباء العالمية ..
 كل هذه الأدلة فى نظر البعض " فالصو" ، و" سابقة التجهيز " و مع اقتراب العيد الثالث لأعظم ثورة فى تاريخنا نقرأ للمرجفين أن الثورة صناعة أجنبية و الثوار حفنة من العملاء  ! كأنهم يستكثرون على المصريين نجاح ثورتهم العظيمة . و هؤلاء إما جهلاء أو ذاكرتهم ضعيفة ، لا يدركون أن الشعب المصرى قد يصبر طويلا ، وعندما ينتهى صبره ينتفض ثائرا و يقضى على أعدائه بالضربة القاضية . هل نسوا أن المصرييون بتوحدهم تحت قيادة واعية مخلصة ، قهروا أكثر الغزاة شراسة و همجية فى التاريخ ؛ الهكسوس و التتار و الصليبيين . و فى العصر القديم اجتاحت قبائل همجية قادمة من الشمال الشرقى ( من غزة ) الدلتا المصرية بأعداد غفيرة وقاموا بحرق المدن وتدمير المعابد وسبي النساء والأطفال ، و صبر المصريون  قرابة المائة عام ثم هبوا بقيادة ملكهم  الشاب أحمس وطردوا الهكسوس من مصر ولم يعد لهم أثر !
هل نسوا أن المصريين كانوا العامل الحاسم  فى هزيمة التَّتار بعد أن اجتاحوا المنطقة العربية و غيرها من الدول الإسلامية. وكانوا السبب الأساسى فى استرداد بيت المقدس  تحت قيادة صلاح الدين فى معركة حطين ، حتى أن الصليبيين أرادوا الانتقام من مصرفجهز  لويس التاسع ملك فرنسا حملة ضخمة لمهاجمة مصر واحتلوا دمياط و قتلوا سكانها و حولوا جامعها لكنيسه ، ولكن المصريين بمسلميهم و أقباطهم تصدوا لهم و هزموهم فى المنصورة و فارسكور وأسروا الملك وانتهت الحملة  بفشل ذريع و خسائر فادحة ، وكانت إيذانا بفشل الحملات الصليبية كلها .