29 نوفمبر 2009
28 نوفمبر 2009
27 نوفمبر 2009
15 نوفمبر 2009
فقهاء السلف ظلموا المرأة و تجنواعلى القرآن الكريم - اقبال بركة
رد القرآن الكريم الإعتبار الى المرأة و برأها من خطيئة غواية آدم و هذا هو الأساس الذى سيبنى عليه موقف القرآن و الإسلام من المرأة .. لا إدانة و لا لعن .. بل توقير واحترام و دفاع حار عن الأنثى و نهى عن قتلها بلا ذنب ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ القَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِى التُّرَابِ أَلاَ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ" [النحل : 58 ، 59] .
و فى القرآن اصطفاء للنساء (..وإذ قالت الملائكة.... يا مريم إن الله اصطفاك و طهرك واصطفاك على نساء العالمين..) آل عمران 2
و امرأة فرعون تلك المرأة المؤمنة الحكيمة التى أنقذت الطفل موسى من الذبح مثل أقرانه من أبناء اليهود توسلت الى زوجها فرعون أن يتركه لها " و قالت امرأة فرعون قرة عين لى ولك لاتقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا و هم لا يشعرون) سورة القصص الآية 9
وتوصية بالمرأة بأن تعامل بالمعروف : ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) [النساء :19]
و تبرئة للمرأة من الخطيئة الأولى ، ولاعقاب أبدى عليها ، فليست هى التى أقنعت آدم بقطف الثمرة المحرمة أو هى وحدها السبب فى طرده و طردها من الجنة .
ففى القرآن الكريم نجد الشيطان يوسوس لآدم " فوسوس اليه الشيطان ، قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد و ملك لا يبلى . فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما و طفقا يخصفان عليهمها من ورق الجنة " سورة طه الآيات 120-122 ، و يوسوس لهما معا مرة أخرى ( فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ماوورى عنهما من سوآتهما ، و قال مانهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين ) الأعراف 20
و آدم هو الذىعصى ربه فغوى و غوتمعه ، و العقاب ينزل عليهما معا " فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مماكانا فيه " ، ولما ندما و تابا أنزلهما الأرض ليعمراها معا .
و الملفت للمتمعن فى كتابه الكريم تلك المساواة التامة بين الجنسين فى الأصل و المنشأ و تتكرر أكثر من مرة ( هُوَ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) [الأعراف :189] و[النساء :1] ،و[الأنعام :98] و لا تفضيل لجنسً أو نوع أو عرق على آخر، فالمعيار الذى وضعه الخالق عزوجل لتقييم البشر هو التقوى والصلاح والإصلاح ، ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُواْ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) [الحجرات :13]
إن الثنائية فى الخلق رحمة وحكمة الهية فقد خلق الله لنا عينين لنرى بهما معا و أذنين لنسمع بهما معا و كذلك رئتين لنتنفس بهما معا و أى خلل فى ذلك يعتبر علة و مرضا يستوجب العلاج و نقصا فى كفاءة الإنسان . كذلك خلق الله الإنسان و الحيوان من نوعين لأنه اراد لهما أن يعمرا الكون معا لا أن ينفرد أحدهما بذلك دون الآخر، و بالتالى لا الذكر أفضل من الأنثى و لا الأنثى أفضل من الذكر . إنهما متساويان فى كل شىء خلقا لكىيكملا بعضهماالبعض كالليل و النهار ( و الليل إذا يغشى و النهار إذا تجلى ، و ما خلق الذكر و النثى ..)سورة الليل 1-6 ..
و الرجل و المرأة متساويان فى التكاليف الشرعية ، والثواب والعقاب على فعلها وتركها ، قال تعالى : ( مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ ) [غافر :40] .
و متساويان في الحقوق والواجبات ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِى عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) [البقرة :228]
ومتساويان فى المسئولية العامة فالمرأة مسئولة عن الرجل كما هو مسئول عنها (المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة و يطيعون الله و رسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم) التوبة 71
و يفيض الكتاب الكريم بآيات تحض على الرحمة بالنساء ( فَلاَ تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًا كَبِيرًا ) [النساء :34] ، وقوله سبحانه : ( يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُم أَن تَرِثُواْ النّسَاءَ كَرْهًا وَلاَ تَعضُلُوهُنَّ لِتَذهَبُواْ بِبَعضِ مَا ءَاتَيتُمُوهُنَّ ) [ النساء : 19 ] وقوله سبحانه وتعالى : ( َفإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا ) [البقرة :229]
و التوصية بإعطائهن حقوقهن كاملة بلانقصان " وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا ) [البقرة :229]
و فى القرآن الكريم تحذير من اتهام المحصنات فى شرفهن بالإفك و البهتان و من ترديد الإشاعات فيقول تعالى ( إذ تلقونه بألسنتكم و تقولون بأفواهكم ماليس لكم به علم و تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) ، و يحذر سبحانه و تعالى من ذلك ( و لولا فضل الله عليكم و رحمته فى الدنيا والآخرة لمسكم فيما أفضتم فيه عذاب عظيم ) سورة النور 11-17
وفىالقرآن إنصاف للمرأةالحائرة و هداية لها ، ففى سورة المجادلة سمع الله التىتجادل الرسول و لم يقل إن صوتها عورة و لا منعها من الكلام فىالمسجد و رفع الصوت ليس فقط بالشكوى بل الحوار والمجادلة مع رسول الله ( قد سمع الله قول التىتجادلك فى صوتها و تشتكى الى الله و الله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ) المجادلة 1
و فى آيات سورة المجادلة دليل دامغ على حق المرأة فى رفع صوتها بالحق و المطالبة به حتى لا يضيع مهما كان من تخاطبه ، فمن هو أفضل و أعلى شأنا و أحكم من رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟!. ( تلك حدود الله و للكافرين عذاب عظيم ) و لكن الفقهاء القدامى تجاهلواتلك الحدود و أنكروا حقوق المرأة السياسية وتركوا للمغرضين فتاوى يتذرعون بها لحرمان المرأة من حقها فى الحكم يرددونها كالببغاوات حتى يومنا هذا ..!
وفى القرآن الكريم مثال لما يمكن أن تكون عليه المرأة لو حكمت ، هى بلقيس ملكة سبأ التى يصفها بأنها كانت تملك قومها " تحكمهم " و( أوتيت من كل شىء و لهاعرش عظيم ) سورة النمل، و رغم ذلك لم تكن مستبدة و لا ظالمة بل كانت تستشير قومها ، و تفضل السلم علىالحرب و تسعى بنفسهاالى استجلاء الأمور و الإطلاع على الحقائق و لعلها كانت أول من أسس الدبلوماسية فى التاريخ .
فمن أين أتى الفقهاءالقدامى بتلك الفتاوى التى تزفر ضيقا بالمرأة و لعنا لها و ازدراء لها وانتقاصا لمكانتها و إهذارا لحقوقها ..! من أين جاءوا بكل تلك القسوة علىالنساء المسلمات ، و كيف عجزوا عن استيعاب مقاصد الدين الحنيف فى رد الاعتبار للمرأة ووضعها فى مكانها الصحيح ..من أين أتوا بمقولة إن المرأة عورة كما جاء فى فتاوى ابن عباس وأحمد بن حنبل و أصحابه و من بعدهم قطيع المرددين بلا عقل ..!
لقد عرى المفسرون القدامى المرأة و وضعوها فوق طاولة فى غرفةالعمليات و راحوا يشرحون جسدها و يمزقونه قطعة قطعة كأنها جثة بلا حياة.. لم يتركوا مكانا الا و حشروا أنوفهم فيه و راحوا يتفلسفون و يسفسطون بأفكار من عندهم و لا دليل عليهافى قرآن أو سنة صحيحة .
و كما يقول العقاد فى كتابه " المرأة فىالقرآن الكريم " شرحوا الآيات معتمدين على أقوال حفاظ القرآن من بنى إسرائيل الذين دخلوا فى الإسلام ". فعلى سبيل المثال عندما فسر الطبرى الآيات الخاصة بخلق آدم نقل عن وهب ابن منبه الذى الذى رجع الى الإصحاح الثالث من" سفر التكوين " ، الذىاعتمدت عليه كتب العهد الجديد التى تنسب الغواية الىحواء وأن الحية خدعتها بمكرها " و قد كرر تلك الروايات الألوسى صاحب " روح المعانى " . و رغم وعى العقاد بذلك فقد وقع فىالفخ بدوره و ألف كتابا يفيض بالمغالطات و الاتهامات للمرأة لابد أن نعود اليه فى مقال قادم .
ليس غريبا إذن أن يصاب المسلمون بعدوى كراهية المرأة و نسب كل نقيصة اليها و الدعوة الىالحذر منها و الابتعاد عنها
إن النساء كأشجار خلقن لنا منها المرار، و بعض المر مأكول
إن النساء متى ينهين عن خلق فإنه واجب لا بد مفعـــــــــــول
أبيات قيلت قبل ظهور الإسلام و لكنها ظلت عالقة فى أذهان الناس هى وغيرها من مئات المأثورات التى تعادىالمرأة و تشنع عليها و لا يتورع بعض كتاب اليوم عن ترديدها . أما عن افتراءات الفقهاء القدامى على المرأة فهذا هو موضوعناالقادم بإذن الله .
الاحد، 01 نوفمبر، 2009
نشر بمجلة روزاليوسف نوفمبر 09
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)