القرضاوى
يتنبأ بالغيب اقبال
بركة
أعجب
من الذين غضبوا من هجوم الشيخ القرضاوى على وثيقة مقاومة العنف ضد النساء
قبل أن يقرأها وقبل أن تصدر الوثيقة أصلا! . ألا يعلم هؤلاء أن شيوخ هذه الأيام مكشوف عنهم الحجاب ؟! الطبيب
البيطرى بديع أعلن أنه "مكلف من الله" ، مثل الخليفة عثمان بن
عفان الذى صاح بمعارضيه " و الله لا أخلع ثوبا سربلنيه الله أبدا " و ظل
يردد هذا حتى قُتل ، و الرئيس مرسى " يعرف مالا يعرفه الآخرون " و لذلك
أصدر فرمانا ، أقصد إعلانا دستوريا بتحريم الإعتراض على قراراته مهما كانت
عبيطة و شائنة و مخالفة للقوانين ، فهو لاراد لقضائه و لا معقب لحكمه (
أستغفر الله العظيم) ، فلماذا لا يتنبأ القرضاوى بالغيب و يقرأ وثيقة دولية لم
تكتب بعد ؟!
و الحق أن هذا الحزب الذى قفز الى السلطة فى
غفلة من الزمن يحق له أن يفعل فينا هذا و أكثر . و لم لا إذا كان لا يجد من
يتصدى له من القوى السياسية المدنية الموجودة فى الساحة ؟ كل ما هنالك شوية
مليونيات مقدور عليها فللشباب قنص العيون و السحل و المولوتوف والخراطيش و
الضرب المبرح ، أما البنات ( الداعرات ) فلهن كل ذلك إضافة الى التحرش الممنهج و
الإغتصاب . و صحيح أن كل هذه الوسائل لم تنه الإضرابات و المظاهرات بل زادتها
إشتعالا إلا أنها " تفش غل " المرشد و هو يشاهد ما تعرضه فضائيات العالم
مما يدل على خشونة الإخوان و ووحشية ميليشياتهم المدربة . إنها رسالة لكل من تسول
له نفسه الإقتراب من حكم مصر أو يحلم بمشاركة الإخوان فى تحمل المسئولية . مطلوب
من الجميع السمع و الطاعة لأولياء الله الإخوان ، ولسوف يصبرون على الشعب المصرى
الذى استيقظ فجأة من سبات طويل و يريد أن يحقق الديمقراطية (فى المشمش طبعا) حتى
يتعلم الأدب و يسير على العجين ما يلخبطوش و يقبل يد المرشد و هو يقسم بالسمع و
الطاعة .
من ا
هنا كان الهجوم " الإستباقى "
للقرضاوى المكشوف عنه الحجاب على الوثيقة الجديدة للأمم المتحدة "الكافرة"
، فهو يعلم نواياها الخبيثة منذ أن بدأت مؤتمراتها للمرأة عام 1975 .
التى نادت فيها بالمساواة بين المرأة و الرجل و حرضت
النساء على المطالبة بحقوقهن ، و أشاعت فكرا فاسدا يغرى النساء على التمرد
على " القوامة وتعدد الزوجات و المطالبة بالميراث و الخلع و المطالبة بالكوتة
ماشابه من البدع الغربية التى زرعها الإستعمار فى الدول الإسلامية و تركها
تنمو ليبث الفرقة بين المسلمين . و هل هناك دليل على النوايا الخبيثة للأمم
المتحدة أكثر من الترحيب بمشاركة البنات
فى مظاهرات سياسية تطالب بالعيش و الحرية و العدالة الإجتماعية ؟ ألا يوجد فى
مجتمعاتنا الإسلامية المثالية كل ما طالبن به و أكثر ؟ ألا تتحقق السعادة الكاملة
و الرخاء و التنمية فى كل المجتمعات الإسلامية بلا استثناء دون حاجة الى تلك
البدع المستوردة التى وضعت فى سلة واحدة إسمها الديمقراطية و ألقيت كما القنبلة
الموقوتة على مجتمعاتنا العربية المسالمة
. القرضاوى يعرف أن تلك الوثيقة ( التى لم تكن قد صدرت بعد ) سوف تحوى
بنودا تؤدى الى انحلال الشباب و تمرد الزوجات على أزواجهن وتشيع الشذوذ الجنسى و
تحمى البغاء و تهدم الأخلاق، و يكفى كمثال على ذلك تحريض الزوجة على السفر دون
الحصول على إذن كتابى رسمى من الزوج ؟!! ألا يكفى كل هذا لأن يستعد القرضاوى و
كتيبة الدفاع عن حقوق الذكر المسلم وأن يتأهبوا و يشرعوا أسلحتهم حتى يرهبون بها أعداء
الله و أعداءهم ، عملا بمبدأ الهجوم أفضل وسيلة للدفاع ..!