يفرح الكاتب كثيرا عندما يتحقق حلم من أحلامه ،
حتى بعد مرور سنوات و هاهو الحلم يتحقق بفوز الدكتورة هالة شكر الله برئاسة حزب الدستور . سعدت لأكثر من سبب بهذا الحدث
التاريخى فهو أولا و أخيرا انتصار للمرأة
المصرية التى عانت طويلا من أفكار مسبقة و اتهامات ظالمة بالنسبة لقدراتها
السياسية جعلتها تدير ظهرها للسياسة باعتبارها لعبة ذكورية لا ترحب بوجودها . و
ثانيا لأنه هزيمة مضاعفة لحزب الظلام الذى كان يذكى نيران الطائفية واستغل المرأة كصوت انتخابى لصالحه و كدروع بشرية لحمايته . ثالثا
لأن فوز شكرالله اول تحقيق لثورة 25 يناير فى ظل الدستور الجديد الذى أنصف
المرأة . إنه رسالة لوم من الشباب الذين يمثلون ٨٠% من
عضوية الحزب، للأجيال السابقة التى تجاهلت النساء و الشباب والأقباط واحتكرت المناصب
السياسية طويلا . لقد منحها شباب الحزب ثقتهم ليحطموا تابوهات الجنس و الدين وليخجلوا
أسلافهم من ظلمهم لطائفتين يشكلان نصف تعداد الأمة . و اهم من كل ما سبق فإن فوز
سيدة برئاسة حزب كبير سيكون نهاية لنسبة ال 2%
التى لاحقتنا طوال ستة عقود فى انتخابات المجالس النيابية . لسنا فى حاجة
لأحزاب جديدة بل الى حوافز مشجعة للشابات
وللأقباط على الانخراط فى الأحزاب القائمة التى تحتاج الى قبلة الحياة ، وعليهم أن
يستعدوا لانتخابات المحليات و النواب فى المرحلة التالية .
ماحدث مكسب كبير لحزب الدستور
في مؤتمره العام الأول الذى افرز شخصيات سياسية
ناجحة مثل الدكتورة هالة التى قدمت رؤية طازجة للعمل السياسى معجون بروح المرأة
الواقعية المقبلة على الحياة . أنه تغيير ضخم سوف يضيف حيوية وقيم أصيلة الى مسرح الحياة
السياسية و يتضح هذا فى أمرين : عرفانها للدكتورالبرادعى مؤسس الحزب و زعيمه
السابق ، والشعار الذى رفعته "فكرة
تجمعنا " الأكثر واقعية من الشعار
الرومانسى المبهم " جيل
يرسم ابتسامة وطن" فمصر اليوم فى أمس الحاجة الى التوحد و التوافق ثم بعد ذلك يأتى دور البناء .
وقد جاء فوز الدكتورة هالة شكرالله بانتخابات نزيهة
متحضرة بين سيدتين و رجل ، وهى تتفوق بهذا على كل من سبقنها على هذا الدرب اللاتى ترأسن أحزابا
أسسنها مثل حزب الحق المصرى برئاسة نيرمين عبدالرحمن و حزب الحرية والانتماء الذى ترأسه هانم طوبار و
الحزب الاجتماعى الحر تحت التأسيس الذى ترأسه الدكتورة عصمت الميرغنى ، و من قبلهن
جميعا درية شفيق رئيسة حزب بنت النيل فى الخمسينات من القرن الماضى .
إنه درس بليغ لكل الأحزاب القديمة و الجديدة و بداية لعصر سياسى جديد فى
مصر أتمنى أن يتوجه ترشح سيدة للإنتخابات الرئاسية المقبلة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق