13 مارس 2014

شكرالله حطمت الحاجز

   
 يفرح الكاتب كثيرا عندما يتحقق حلم من أحلامه ، حتى بعد مرور سنوات و هاهو الحلم يتحقق بفوز الدكتورة هالة شكر الله برئاسة حزب الدستور . سعدت لأكثر من سبب بهذا الحدث التاريخى  فهو أولا و أخيرا انتصار للمرأة المصرية التى عانت طويلا من أفكار مسبقة و اتهامات ظالمة بالنسبة لقدراتها السياسية جعلتها تدير ظهرها للسياسة باعتبارها لعبة ذكورية لا ترحب بوجودها . و ثانيا لأنه هزيمة مضاعفة لحزب الظلام الذى كان يذكى نيران الطائفية  واستغل المرأة كصوت انتخابى لصالحه و كدروع بشرية لحمايته . ثالثا لأن فوز شكرالله اول تحقيق لثورة 25 يناير فى ظل الدستور الجديد الذى أنصف المرأة . إنه رسالة لوم من الشباب الذين يمثلون ٨٠% من عضوية الحزب، للأجيال السابقة التى تجاهلت النساء و الشباب والأقباط واحتكرت المناصب السياسية طويلا . لقد منحها شباب الحزب ثقتهم ليحطموا تابوهات الجنس و الدين وليخجلوا أسلافهم من ظلمهم لطائفتين يشكلان نصف تعداد الأمة . و اهم من كل ما سبق فإن فوز سيدة برئاسة حزب كبير سيكون نهاية لنسبة ال 2%  التى لاحقتنا طوال ستة عقود فى انتخابات المجالس النيابية . لسنا فى حاجة لأحزاب جديدة  بل الى حوافز مشجعة للشابات وللأقباط على الانخراط فى الأحزاب القائمة التى تحتاج الى قبلة الحياة ، وعليهم أن يستعدوا لانتخابات المحليات و النواب فى المرحلة التالية .
ماحدث مكسب كبير لحزب الدستور في مؤتمره العام الأول الذى افرز شخصيات سياسية ناجحة مثل الدكتورة هالة التى قدمت رؤية طازجة للعمل السياسى معجون بروح المرأة الواقعية المقبلة على الحياة . أنه تغيير  ضخم سوف يضيف حيوية وقيم أصيلة الى مسرح الحياة السياسية و يتضح هذا فى أمرين : عرفانها للدكتورالبرادعى مؤسس الحزب و زعيمه السابق ، والشعار الذى رفعته  "فكرة تجمعنا "  الأكثر واقعية من الشعار الرومانسى المبهم " جيل يرسم ابتسامة وطن" فمصر اليوم فى أمس الحاجة الى التوحد و التوافق  ثم بعد ذلك يأتى دور البناء .
وقد جاء  فوز الدكتورة هالة شكرالله بانتخابات نزيهة متحضرة بين سيدتين و رجل ، وهى تتفوق بهذا على كل من سبقنها على هذا الدرب  اللاتى ترأسن أحزابا أسسنها مثل حزب الحق المصرى برئاسة نيرمين عبدالرحمن  و حزب الحرية والانتماء  الذى ترأسه هانم طوبار و الحزب الاجتماعى الحر تحت التأسيس الذى ترأسه الدكتورة عصمت الميرغنى ، و من قبلهن جميعا درية شفيق رئيسة حزب بنت النيل فى الخمسينات من القرن الماضى . 
إنه درس بليغ لكل الأحزاب القديمة و الجديدة و بداية لعصر سياسى جديد فى مصر أتمنى أن يتوجه ترشح سيدة للإنتخابات الرئاسية المقبلة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق