هذه الحملة على الكاتبات .. لماذا ؟
لم تشهد مصر فى تاريخها كله اقبالاً من المرأة
على الكتابة رواجاً لإدبها كما تشهده هذه الأيام ليس فقط فى عالم الكتاب
والصحافة وإنما أيضاً عبر موجات الأذاعة وعلى الشاشتين الكبيرة والصغيرة وفوق خشبة
المسرح.
وبدلا من ان تنشط اقلام المتخصصين لمتابعة
الظاهرة وتحليلها بهدف تشجيع المرأة على الخروج من صمتها الذى اجبرت عليه لقرون
طويلة وعلى امل انارة السبيل لها نحو الأداء الأفضل والأميز.اذا بحملةضارية تشن
على الكاتبة المصرية!!! كانت البداية منذ اعوام عندما اثير سؤال ميتا فيزيقى لاجدوى منه على
الأطلاق: هل هناك أدب نسائى وادب غير نسائى؟!وإتضح الهدف اخيرا من تلك التصنيفة
العبثية فلم يكن وراءها سوى محاولة شيطانية لحث المرأة الكاتبة على التخلى عن
طبيعتها الخاصة وبالتالى تجاهل هموم جنسها والتعالى على آلأمهن والسخرية من
عالمهن . وهكذا بدأت حلقة مفرغة من
الأراء النقدية انتهت بهجوم قاسى من عناصر يمينية وعناصر يسارية متطرفة
على كل من تسول لها نفسها ان تشير من بعيد أو قريب ان للمرأة قضايا وانها فى
حاجة ماسة لاعادة طرح كل المسلّمات حول وضعيتها وكيانها وهويتها.. الخ
واعلن كاتب كبير ان جميع الكاتبات المصريات
بلا استثناء لاشئ اذا قورن بكاتبة لبنانية معاصر. وراح يكتب عن هذه الكاتبة
المقالات ويتبعها بمقالات اخرى عن كاتبات من سوريا ومن فرنسا .. بل ومن اسرائيل
.. كلهن رائعات عظيمان سيخلدهن التاريخ اما المصريات.. فلا .. مستحيل.. وقلنا
لابأس .. فهذه عادة ذلك الكاتب الكبير..
حتى الأهرامات نفى ان المصريين بنوها ونقل عن الأخرين ان مخلوقات هبطت من
السماء وبنتها ثم عادت الى قواعدها سالمة!! وتلى ذلك هجوم اخر من روائى مشهور
حاول فى كل رواياته ان يثبت ان المرأة لاتثور مطالبة بحريتها السياسية الا لكى
تصل الى هدف واحد : النوم فى أحضان
الرجل!! وبديهى ان كتابات المرأة لن تعجب هذا الكاتب الكبير اذا انها تحاول
عبثاً ان تثبت ان المرأة مخلوق من جسد وروح وأن لديها العقل والضمير والأحلام
الكبيرة والتطلعات المثالية. تماما مثل الرجل. وينضم لتك الحملة كاتب اخر تقدمى
تسأله احدى المجلات النسائية عن روايه كاتبات المصريات فيلف ويدور وينتهى الى
رأى قاطع :أنا عبرت عن المرأة افضل منهن..! ثم كاتب يسارى يتساءل فى عاموده
اليومى بالجمهورية سؤالا عجيبا لماذا افلح الرجل فى التعبير عن المرأة وفشلت هى
..؟!
ويتشجع اخرون لينضموا للحملة الظالمة ويسعى
البعض منهم لمحاولة بث الفرقة بين الكاتبات واثارة الغيرة والتناحر بينهن لكى
تنتهى المسرحية الهزلية بمشهد كوميدى مثير : النساء وهن يتقاتلن وينصرفن عن
الإبداع الى تبادل الإتهامات!
الطريف أن جيش المهاجمين كله لم يقرأ للمرأة
أو لعله قرأ كتابا لكل كاتبة أو للبعض فقط!! ويأتى كاتب اخر ليعترف بهذه الحقيقة
بكل صفاقه ومع ذلك يأخذ فى تصنيف الكاتبات ونقدهن بل ويضيف من عنده رأيا لى فى
الكاتبتين اللتين أكن لهما كل إحترامى: سكينة فؤاد وجاذبية صدقى!!
ان نقد الكاتب امر طبيعى ولا اعتراض عليه بشرط
الا تساق الأحكام جزافا ولا تطلق إلا بعد دراسات عميقة لكل كتابات الكاتب
وللكتابات المعاصرة له بل والسابقة عليه أما أن نفاجا من حين لاخر بتلك
الإنطباعات المتعجلة فى مقالات سطحية مليئة بالمغالطات فهذا مما يهبط بقيمة كاتب
المقال وحده وكنت اتمنى الا يجرنى معه – اعتباطا لهذا المنحدر.
أولا لأنى عندما أود التعبير عن رأى فى كاتب ما فلدى قلمى والحمدلله مدعم
بالدراسات الجادة التى انشرها فى اكثر من مجال وثانيا لإنى أكن لكل الكاتبات
المصريات بلا استثناء عميق الإحترام وارفض رفضا قاطعا ان اكون اداة فى يد اعداء
التقدم لضرب مصر المتحضرة وتكميم افواه ابنائها وبناتها والعودة بها الى عصور
الظلام. وثالثا وأخيرا لإنى اعتقد ان جعبة الكاتب لاتمتلئ بالسهام المسمومة الا
بعد ان تنضب موهبته ويتسرب من عقله الفكر المفيد.
نشرت فى جريدة الجمهورية
3/11/1986
|
19 أبريل 2017
لا .. لعودة المرأة الى الوراء
نفتح الشباك ام نغلقة ؟!
مازالت جماعة منا تجلس
ويدها على خدها تفكر وتفكر ثم تفكر وتفكر : هل من حق المرأة المشاركة فى الحياة
العامة ام لا ؟!
سؤال بيزنطى انتهت المرأة
المصرية من الرد عليه منذ زمن طويل .. الواقع انها حسمته منذ الاف السنين عندما
تبوأت لاول مرة فى التاريخ القديم عرش مصر وجلست عليه وحكمت شعب مصر منفردة او مع
شقيقها او زوجها ..
لم يكن الانسان
المصرى وقتها تعطله عن الحركة والنمو اسئلة بيزنطية كتلك التى ينشغل بها نفر من
اهل الكهف مازالوا يندسون بيننا مرتدين ملابس تنكرية .. هذا فى زى وزير وذاك فى زى
عضو مجلس شعب والثالث فى زى كاتب غير كبير يحتل صفحة اسبوعية كاملة من جريدة يومية
هامة والرابع فى زى أستاذ جامعى ... الخ .
وهذه النوعية من
الرجال سلالة الهكسوس وغيرهم من الغزاة الذين دنسوا ارض مصر بأقدامهم وحكموها
لفترات متغيره من التارخ ..
وقتها صدمهم التفوق
الفكرى والاجتماعة اللذان أديا الى النمو الاقتصادى الهائل للدولة الصرية القديمة
.. وشعروا ازاء ذلك كلة بالتدنى والحقارة , فهم كانوا يستعبدون شعوبهم رجالا ونساء
وكانت سلطة الحكم تقتصر على دائرة ضيقة من الحكام , لهم كل الحقوق وعلى الشعب
الواجبات ..
اما المصرى فكان يحترم
المرأة ويجلسها على العرش الى جواره وينصت للفلاح الفصيح وهو يطالب بحقوقه ويطارد
المسئولين لكى يقتصوا له من الذين ظلموه ..
وجاء الاسلام
ونزل كتاب الله الحكيم يكلف المرأة بكل ما كلف به الرجل دون تمييز او تعصب "
والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ( سورة
التوبة أية 71 )" اى ان المرأة مكلفة بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر ..
وكيف يفعل الانسان ذلك وهو قابع فى عقر داره , محروم من ابسط الحقوق الانسانية
معطل عن المشاركة فى اختيار ولى أمره , وابداء الرأى فيما يشرع من قوانين وما ينفذ
من اجراءات ..؟!
ولو كان وجود الرجل يغنى
عن وجود المرأة لمل نزلت الاية الكريمة " ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين
والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين
والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافطات
والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما ( الاحزاب أية 35
)"
ولو كانت بيعة الرجال
تكفى لاقامة دولة عادلة مستقرة لما اعطى الله سبحانة وتعالى المثل فى كتابة الكريم
وفى احاديث السنة النبوية المطهرة " يا أيها النبى اذا جاءك المؤمنات بايعنك
على ان لا يشركن بالله شيئا ولايسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن ولا يأتين
ببهتان يفترينه من بين ايديهن وارجلهن ولا
يعصينك فى معروف فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم " (الممتحنة 12)
واليوم وبعد مرور اربعة عشر قرنا كاملا منذ نزول الكتاب الحق هل يجوز ان يُحرم
النساء من البيعة التى هى فى عرف زمننا الحاضر المشاركة السياسية ..
لقد بايعت النساء
المسلمات فى عصر الرسالة الرسول (ص) وخرجن الى ساحة القتال وشاركن فى الاجتماعات
السياسية داخل المساجد وفى رواية الاحاديث وتفسير الايات القرأنية وفى جميع
الاعمال التى لا تسىء الى الشرف , واليوم وبعد انقضاء الف وربعمائة عام مازلنا
نتناقش ونختلف ونتصارع حول احقية المرأة فى الخروج الى الحياة العامة..؟!
واقول الحياة العامة وليس
العمل لآن خروج المرأة الى العمل امر واقع , وحق دستورى وواجب شرعى لا مجال
للتشكيك فية , اما ان يكون من نصيبها الاعباء وللذكور القيادة والسلطة فهذا ظلم
بين .. والعجيب الغريب ان البعض يحتجون بالآية الكريمة "الرجال قوامون على
النساء " ويفسرونها على ان الرجال وحدهم يجب ان يتولوا القيادة والقوامة,
متناسين بقية الاية الكريمة التى تضع شرطين اساسيين للقوامة " بما فضل الله
بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم" ( النساء : 34 ) فالقوامة هنا
اجتماعية اى فى نطاق الاسرة الواحدة وهى ليست قوامة كاملة بدليل ان الزوج ليس من
حقة التدخل فى تصرفات زوجتة المالية ..! واليوم وبعد ان تعلمت النساء وتسلحت
بالثقافة والخبرة , اصبحت بعض النساء أفض كثيرا من بعض الرجال .. وبتقدم الزمن
وتفشى الاخلاق السيئة صار العديد من الرجال يتهربون من الانفاق على ابنائهم
وزوجاتهم وصارت وفقا للاحصائيات ( من 20-30 %) من الاسر المصرية تعيش على دخل الزوجة وحدها , فمن الذى له حق
القوامة فى هذه الاسر ..؟!
اننا نتطلع الى يوم تصير
الكفاءة والكفاءة وحدها هى المعيارالاول فى التقييم والتعيين والترقى لكى يقود
مسيرة التنمية والتقدم فى مصر من هم أكفأ وافضل , بصرف النظر عن النوع او الجنس او
اى اعتبارات اخرى .
ونتمنى ان تخرج المرأة
المصرية من قوقعة الذات وتتخلى عن عضوية حزب الاغلبية الصامتة وتنضم بكامل ارادتها
للحزب الذى تؤمن بمبادئة وتثق فى قيادتة وان يكون لها الحضورالقوى المؤثر فى كل
نواحى الحياة العامة وانشطتها حتى لا نترك الاخرين يفرضون علينا سطوتهم وينشرون
وصايتهم ويشكلون ملامح الحياة وفقا لآهوائهم ومصالحهم الخاصة ..
واذا كنا نصيح بأعلى
الصوت : لا .. لإعادة المرأة الى الوراء .. فإننا نقول بنفس القوة والعزم لا
لسلبية المرأة لا لخضوعها للافكار المتخلفة والاعراف العقيمة .. ولا الف لا لكل من
يقلل من قيمة المرأة ويتجاهل تاريخها المشرف ويستهين بانجازاتها العظيمة فى الماضى
والحاضر ويغمض عينية عن الاهمية القصوى لمشاركتها فى صنع المستقبل .
صورتنا
فى عيون العالم اقبال بركة
ارتفع سقف طموحاتنا كثيرا بعد تقلد الرئيس السيسى حكم
البلاد منذ أكثر من عامين . عباراته الحانية دغدغت مشاعرنا و لونت أحلامنا بألوان
الطيف السبعة . و لا شك فى رغبة الرئيس الصادقة فى أن يعدل الحال المايل للمرأة ،
و يردلها اعتبارها بعد أن تحملت كثيرا و صبرت طويلا ، فهو لايترك فرصة الا و
يؤكد" إيمانه بأهمية دور المرأة المصرية فى مسيرة العمل الوطنى والإنسانى،
ودعم الدولة الكامل لعمل المجلس القومى للمرأة ، مشددا على أن الدولة المصرية فى
حقبتها الجديدة تولى للمرأة اهتماماً خاصاً، وتكفل لدورها الوطنى الكبير كل الدعم
وتكن لها كل التقدير، حيث أثبتت المرأة المصرية جدارتها ووطنيتها في مختلف
المواقف، حين لبت نداء الوطن.". .الخ . و بعد أن استجاب
الرئيس للمجلس القومى للمرأة و خصص العام الحالى (2017) عاما المرأة ، و إطلاق استراتيجية المرأة
المصرية 2030 تفاءلنا كثيرا و توقعنا أن
تتحقق طموحاتنا التى عبرنا عنها عشرات المرات فى الصحف و الاعلام و غيرها . . ولكن .. رغم كل توقعاتنا فوجئنا بتعيين أربع
وزيرات فقط فى وزارة المهندس اسماعيل شريف الجديدة!! ثم تكرم سيادته و تعطف و عين
سيدة واحدة فى منصب " المحافظ" بين 27 محافظ من الرجال !
هذا التناقض بين تطلعات نساء مصر و
"أحلام" رئيسها ، وبين تصرفات بعض المسئولين الكبار ، يرسخ الوضع السىء
للمرأة ، كما يشوه صورتنا فى عيون المجتمع الدولى ، و تأملوا معى مقتطفات مما ورد
فى محرك البحث "ويكيبيديا" التى
يتابعها العالم كله تحت عنوان " المرأة المصرية " ، و ضعوا خطا تحت كل
كلمة تصفع كرامتكم كمصريين .
"لطالما
لعبت المرأة في مصر دورا مؤثرا في السياسة والمجتمع المصري
منذ عهد الدولة الفرعونية، ولكن يظهر
جليًا تدهور وضع المرأة المصرية في الآونة الأخيرة، حيث تواجه المرأة المصرية
اليوم تحديات جمة واضطهادا يشمل العديد من نواحي الحياة ، وأظهرت نتائج دراسة أجرتها مؤسسة "تومسون رويترز" أن مصر أسوأ مكان بالعالم العربي
يمكن أن تعيش فيه المرأة ، وذلك عكس كل الآمال في أن تكون المرأة من أكبر
المستفيدين من الربيع العربي الممثل في مصر بثورة 25 يناير". و عن عمل المرأة يقول
التقرير الصادم " على الرغم من الحماية التي تقررها القوانين للمرأة العاملة
لضمان حقوقها، إلا أن الواقع العملي يشير إلى أن المرأة المصرية لا تزال تعاني من
صور التمييز ضدها في مواقع العمل، كما تعاني من حرمانها من ممارسة بعض الوظائف
العامة التي هي حق للمواطنين جميعاً. لكن هذا التمييز والحرمان الواقعي لا يسنده
شرع أو قانون ... وإذا كانت
هناك بعض الوظائف لا تزال من الناحية الواقعية حكراً على الرجل دون المرأة ، فلا
يستند هذا الاستبعاد إلى نصوص قانونية تحظر، وإنما إلى ثقافة المجتمع والعادات
والتقاليد أو اعتبارات الملاءمة السياسية أو الإدارية" ...و يضيف التقرير العالمى "إن مصر تحتل المركز الأول على مستوى تراجع الدول فى مكانة المرأة
السياسية ، كما تحتل المركز 95 من بين 125 دولة من حيث وصول النساء
للمناصب الوزارية ، نظرا للتمثيل الهزلي بنسبة 10% فقط فى الوزارة ، كما احتلت مصر
المركز الأخير من حيث تقلّد المرأة لمنصب المحافظ بواقع عدد (صفر) من السيدات في
منصب المحافظ ( الآن أصبح لدينا واحدة ) .
هل كذبت "ويكيبيديا " أم أن مصر
أصبحت بالفعل أسوأ مكان بالعالم العربي
يمكن أن تعيش فيه المرأة ؟!
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)