19 أبريل 2017


لا .. لعودة المرأة الى الوراء

نفتح الشباك ام نغلقة ؟!
مازالت جماعة منا تجلس ويدها على خدها تفكر وتفكر ثم تفكر وتفكر : هل من حق المرأة المشاركة فى الحياة العامة ام لا ؟!
سؤال بيزنطى انتهت المرأة المصرية من الرد عليه منذ زمن طويل .. الواقع انها حسمته منذ الاف السنين عندما تبوأت لاول مرة فى التاريخ القديم عرش مصر وجلست عليه وحكمت شعب مصر منفردة او مع شقيقها او زوجها ..
لم يكن الانسان المصرى وقتها تعطله عن الحركة والنمو اسئلة بيزنطية كتلك التى ينشغل بها نفر من اهل الكهف مازالوا يندسون بيننا مرتدين ملابس تنكرية .. هذا فى زى وزير وذاك فى زى عضو مجلس شعب والثالث فى زى كاتب غير كبير يحتل صفحة اسبوعية كاملة من جريدة يومية هامة والرابع فى زى أستاذ جامعى ... الخ .
وهذه النوعية من الرجال سلالة الهكسوس وغيرهم من الغزاة الذين دنسوا ارض مصر بأقدامهم وحكموها لفترات متغيره من التارخ ..
وقتها صدمهم التفوق الفكرى والاجتماعة اللذان أديا الى النمو الاقتصادى الهائل للدولة الصرية القديمة .. وشعروا ازاء ذلك كلة بالتدنى والحقارة , فهم كانوا يستعبدون شعوبهم رجالا ونساء وكانت سلطة الحكم تقتصر على دائرة ضيقة من الحكام , لهم كل الحقوق وعلى الشعب الواجبات ..
اما المصرى فكان يحترم المرأة ويجلسها على العرش الى جواره وينصت للفلاح الفصيح وهو يطالب بحقوقه ويطارد المسئولين لكى يقتصوا له من الذين ظلموه ..
وجاء الاسلام ونزل كتاب الله الحكيم يكلف المرأة بكل ما كلف به الرجل دون تمييز او تعصب " والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ( سورة التوبة أية 71 )" اى ان المرأة مكلفة بالامر بالمعروف والنهى عن المنكر .. وكيف يفعل الانسان ذلك وهو قابع فى عقر داره , محروم من ابسط الحقوق الانسانية معطل عن المشاركة فى اختيار ولى أمره , وابداء الرأى فيما يشرع من قوانين وما ينفذ من اجراءات ..؟!
ولو كان وجود الرجل يغنى عن وجود المرأة لمل نزلت الاية الكريمة " ان المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافطات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة واجرا عظيما ( الاحزاب أية 35 )"
ولو كانت بيعة الرجال تكفى لاقامة دولة عادلة مستقرة لما اعطى الله سبحانة وتعالى المثل فى كتابة الكريم وفى احاديث السنة النبوية المطهرة " يا أيها النبى اذا جاءك المؤمنات بايعنك على ان لا يشركن بالله شيئا ولايسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه من بين ايديهن وارجلهن  ولا يعصينك فى معروف فبايعهن واستغفر لهن الله ان الله غفور رحيم " (الممتحنة 12) واليوم وبعد مرور اربعة عشر قرنا كاملا منذ نزول الكتاب الحق هل يجوز ان يُحرم النساء من البيعة التى هى فى عرف زمننا الحاضر المشاركة السياسية ..
لقد بايعت النساء المسلمات فى عصر الرسالة الرسول (ص) وخرجن الى ساحة القتال وشاركن فى الاجتماعات السياسية داخل المساجد وفى رواية الاحاديث وتفسير الايات القرأنية وفى جميع الاعمال التى لا تسىء الى الشرف , واليوم وبعد انقضاء الف وربعمائة عام مازلنا نتناقش ونختلف ونتصارع حول احقية المرأة فى الخروج الى الحياة العامة..؟!
واقول الحياة العامة وليس العمل لآن خروج المرأة الى العمل امر واقع , وحق دستورى وواجب شرعى لا مجال للتشكيك فية , اما ان يكون من نصيبها الاعباء وللذكور القيادة والسلطة فهذا ظلم بين .. والعجيب الغريب ان البعض يحتجون بالآية الكريمة "الرجال قوامون على النساء " ويفسرونها على ان الرجال وحدهم يجب ان يتولوا القيادة والقوامة, متناسين بقية الاية الكريمة التى تضع شرطين اساسيين للقوامة " بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من اموالهم" ( النساء : 34 ) فالقوامة هنا اجتماعية اى فى نطاق الاسرة الواحدة وهى ليست قوامة كاملة بدليل ان الزوج ليس من حقة التدخل فى تصرفات زوجتة المالية ..! واليوم وبعد ان تعلمت النساء وتسلحت بالثقافة والخبرة , اصبحت بعض النساء أفض كثيرا من بعض الرجال .. وبتقدم الزمن وتفشى الاخلاق السيئة صار العديد من الرجال يتهربون من الانفاق على ابنائهم وزوجاتهم وصارت وفقا للاحصائيات ( من 20-30 %) من الاسر المصرية  تعيش على دخل الزوجة وحدها , فمن الذى له حق القوامة فى هذه الاسر ..؟!
اننا نتطلع الى يوم تصير الكفاءة والكفاءة وحدها هى المعيارالاول فى التقييم والتعيين والترقى لكى يقود مسيرة التنمية والتقدم فى مصر من هم أكفأ وافضل , بصرف النظر عن النوع او الجنس او اى اعتبارات اخرى .
ونتمنى ان تخرج المرأة المصرية من قوقعة الذات وتتخلى عن عضوية حزب الاغلبية الصامتة وتنضم بكامل ارادتها للحزب الذى تؤمن بمبادئة وتثق فى قيادتة وان يكون لها الحضورالقوى المؤثر فى كل نواحى الحياة العامة وانشطتها حتى لا نترك الاخرين يفرضون علينا سطوتهم وينشرون وصايتهم ويشكلون ملامح الحياة وفقا لآهوائهم ومصالحهم الخاصة ..
واذا كنا نصيح بأعلى الصوت : لا .. لإعادة المرأة الى الوراء .. فإننا نقول بنفس القوة والعزم لا لسلبية المرأة لا لخضوعها للافكار المتخلفة والاعراف العقيمة .. ولا الف لا لكل من يقلل من قيمة المرأة ويتجاهل تاريخها المشرف ويستهين بانجازاتها العظيمة فى الماضى والحاضر ويغمض عينية عن الاهمية القصوى لمشاركتها فى صنع المستقبل .  

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق