واحد
اثنين.. كرامة المصرى فين! اقبال
بركة
مسيرة الحرائر المصريات فى الأسبوع الماضى كانت
تواصلا لسلسلة بدأت منذ قرنين ، و
استمرت حلقاتها على مدى السنوات الماضية ، و يبدو أنها لن تتوقف . لم تكن ثورة
النساء على ماحدث قبل أيام فقط ، و انما على ما يحدث منذ سنوات عديدة من استهانة بالمرأة و تجاهل لحقوقها الإنسانية
وقهر لأحلامها المشروعة .و على مدى تاريخها لم تهب المرأة المصرية ثائرة الا بعد
أن استشعرت الخطر على مصر ، فالخطر الذى يواجه مصر خطر عليهما معا، والإعتداء لم
يكن على نساء مصر فقط بل على أعز ما تملك مصر من متاحف و مبانى و ثروات تراثية.
لقد تكررت جريمة التحرش بالناشطات النسائيات،
و سوف تتكرر كثيرا مع غياب العقاب ، فمرتكبى جرائم التحرش بالنساء الذين فضحتهم عدسات الإعلام أمام نقابة الصحفيين ثم يوم المرأة
العالمى ، ثم مرات عديدة بعد ذلك ، لم يرتدعوالأن سابقيهم مازالوا يمرحون ، و
لعلهم يتفاخرون بجرائمهم مما يحرض الاخرين على تقليدهم .فالتحرش يشجعه السكوت عليه
( علامة الرضا ) و يصبح العنف والاعتداء عادة ظاهرة ، لا يقف فى طريقها عائق مهما كانت قيمته .
وما حدث يوم حرق المجمع العلمى أساء أبلغ إساءة
الى مصر شعبا و ثورة و جيشا وتاريخا . مع
جسد الضحية الشابة . كلها تهاوت وتعرت
وفُضحت على مرأى و مسمع من العالم كله ، بالصوت و الصورة : الدليل الدامغ الذى لا يقبل المكابرة . لهذا كانت ثورة نساء مصر قوية وإصرارهن على
القصاص الفورى .. لا يكفى أن يحكم على واحد أو مجموعة بالسجن عدة سنوات ، فلابد من
كشف و تعرية و فضح هذه الجرائم حتى لا تتكرر ، و لابد أن يشارك التليفزيون المصرى
فى إماطة اللثام عن مرتكبى الحوادث و ألا يكتفى بالزعم بأنهم قلة مندسة أو مجموعة
من المشردين و أصحاب السوابق ، فضربات الأمن الباطشة وجهت للجميع بل لعلها ركزت
على الثوار دون غيرهم .
إن
التحرش بإنسان أبلغ دليل على إزدرائه ،
فالمعتدى يشعر بقوته و بضعف الآخر ، فيعتدى على كرامته و يدهس كبرياءه و يسحل بدنه
الضعيف . و لو علم المعتدى أنه سيواجه بقوة
و أن عاقبة فعله ستكون رادعة بقدر الألم
البدنى و النفسى الذى سببه ، ما أقدم على ارتكاب جريمته .