فازت
إمرأة وسقط أستاذ جامعى ..... اقبال بركة
فى
نهاية برنامج ضمنى و الأستاذ الدكتور نور فرحات وأستاذ شاب للشريعة فى جامعة
الأزهر على شاشة القناة الأولى منذ أيام أعلن أستاذ الشريعة
أنه لو كان يعلم أن البرنامج سيستضيف سيدة لما
قبل الظهور به ، و أنه
يرفض التواجد فى أى مكان به نساء !
الغريب
أن يأتى هذا التصريح الذى ينم عن موقف متخلف من المرأة بعد فوزى بعضوية مجلس ادارة
منظمة القلم . تجاهل هذا الأستاذ الجامعى –للأسف- أن كاتبة عربية مسلمة فازت بثقة و
تأييد و دعم كتاب 144 فرعا لمنظمة القلم
الدولية أول وأكبر منظمة تضم الكتاب من 102 دولة . وقد ذكر المذيع عاطف كامل هذا
الخبر و هنأنى عليه مشكورا فى بداية الحلقة .
أهمية
هذا الفوز أنه حدث فى خضم الضجة التى يثيرها بعض من ينسبون أنفسهم
زورا
للإسلام ، و رغما عن تلك الضجة.
فى
بلد يزعم بعض رجاله أن المرأة يجب أن تُمنع من العمل العام بحجة أن دورها الأساسى
فى الحياة هو رعاية الزوج و الأولاد، وأن الإسلام لا يسمح للنساء ، و لا غير
المسلمين بتبؤْ منصب رئيس الجمهورية . كلام قاله - للأسف- الأستاذ الأزهرى ترديدا
لما قيل منذ ما يزيد عن مائة عام بعد أن نشر قاسم أمين كتابيه تحرير
المرأة و المرأة الجديدة ، و خرجت عليه جحافل المتشددين مشهرين فى وجهه سيوف
التهدديد و الوعيد . خرست هذه لألسنة فى عهد جمال عبد الناصر ولم تعترض على إضافة
الحقوق السياسية للمرأة فى دستور 1956 ، إلا أن النفوس المحتقنة ضد المرأة و المناخ
المعادى لوجودها فى الحياة العامة شلت الأيادى فى انتخابات أول مجلس أمة بعد
القانون فلم تُمنح الأصوات الكافية الا لسيدتين فقط إحداهما فى
القاهرة و الثانية فى الاسكندرية و منذ أن سجلت الرائدتان راوية عطية
و أمينة شكرى ذلك النصر المبين لم تتزحزح الإرادة الشعبية عن جنوحها و ظلت النسبة
العددية للمرأة فى البرلمان المصرى 2-3 % .
كيف
نفسر هذا الموقف المتعنت من المرأة فى ظل حقائق كثيرة تدل على أنها لم تتراجع و لم
تيأس و لم تتوقف عن العطاء و مازات تحرز التفوق على الذكور فى الكليات النظرية و
العملية و تدرس لهم فيها و فى كل ميادين العلم بلا استثناء فيتخرج
الالاف على يديها و بدلا من أن يقدموا لها الشكر و العرفان ينضم بعضهم لجماعات
تعاديها و تسعى لوأدها متعامية عن كل منجزاتها التى تسد عين الشمس . يعض من يقودون
هذه الحملة الشعواء ضد المرأة ويعلنون ازدراءهم لها يتبوأون مناصب توجه الشباب و
تمثل قدوة لهم
إننى أعتز بفوزى فى انتخابات المنظمة
العالمية للكتاب (القلم ) التى تجعل من القلم سلاحا باترا يرد على كل أنواع التعصب
بالكلمة و الحجة و البرهان . القلم الذى ُذُكر فى القرآن الكريم و علمنا به الخالق
الأعظم مالم نعلم ، هو شعار المنظمة و أهدافها تتمثل فى الدفاع عن حرية التعبير و
الزود عن الكُتاب ضد من يضطهدونهم أو يكسرون أقلامهم أو يلاحقونهم بالقضايا و
الاتهامات الملفقة. ولا شك أن مثل هذا التواجد الفعال فى محفل دولى يحتضن أرقى
العقول فى العالم و فى حضور ثلاثة من الفائزين بجوائز نوبل للآداب هم وول سوينكا
النيجيرى وأول كاتب أفريقى يفوز بجائزة نوبل (1986)، والفرنسى جوستاف
لوكليزيو(2008) و التركى أورهان باموك(2006) يدحض كل دعاوى أعداء الإسلام و يعطى
صورة مشرفة للمرأة العربية .
لقد
شرفنى زملائى أعضاء المنظمة بمنحى أصواتهم و انتخبونى رئيسة للجنة الكاتبات
بالمنظمة وهى مهمة كبيرة أرجو أن أستحقها –
كأنهم يبعثون برسالة الى المتخلفين عقليا الذين يسيئون للإسلام
بأفقهم الضيق و أفكارهم التى تنتمى للعصور المظلمة رسالة تقول إن نساءكم لسن كما
تظنون بل بينهن كثيرات يحظون بتقدير العالم واحترامه.
|
17 أكتوبر 2012
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق