30 أغسطس 2013
28 أغسطس 2013
ترجمة الرد على الكاتب الكندى
عزيزى الأستاذ صديق
هارونى
الكاتب المرموق فى جريدة
تورنتو ستار ، كندا
قرأت العديد من المقالات و الافتتاحيات التى كتبها كتاب غربيون ، و كانت
كلها أو أغلبها تلعب على نفس الوتر و تردد ما تشيعه القناة القطرية ( الجزيرة
) و من ورائها القناة العالمية BBC . و لكنى كنت أرجو بل أتمنى
أن أجد فى مقالك رؤية مختلفة و فهما أعمق للواقع المصرى على وجه
الخصوص و الإسلامى بشكل عام .
مع الاحترام العميق سأرد باختصار على بعض النقاط التي
وردت في مقالك يوم 18 أغسطس فى جريدة تورنت ستار. ، كندا ، و فيه الكثير من
التحامل على الشعب و الحكومة و الثورة و الجيش المصرى . و بما أننا التقينا كثيرا أثناء مؤتمرات منظمة القلم الدولية التى ننتمى اليها
، أنت و أنا ، و نتأثر بأفكارها ونشيع مبادئها ، فاسمح لى أن أعبر لك عن وجهة النظر
الأخرى المحجوبة عن الإعلام الغربى و التى يعتنقها الأغلبية العظمى من الشعب المصرى
الذين ساروا فى أكبر مسيرة سلمية فى التاريخ يوم 30 يونيو مو لهم مطلب واحد هو التخلص من حكم الإخوان المسلمين
.
لاشك أنك قرأت بعض أدبيات
الإخوان المسلمين و تعرفت الى أفكار قادتهم و منظريهم على مدى الثمانين عاماالماضية
. و تعرفت الى تاريخ تلك الجماعة و ما
اكتنفه من عنف و دموية و اغتيالات عدد من السياسيين قبل ثورة يوليو، وأخيرا محاولة
اغتيال ناصر. هذه الطريقة في التعامل مع الخصوم بدت واضحة خلال الحملة الانتخابية لرئاسة
الجمهورية، حيث هددوا بحرق مصر ما لم يتم انتخاب مرشحهم ، وقد نفذوا تهديداتهم
بالفعل بعد عزل مرسي.
صحيح أن الشرطة المصرية
بإيعاز من نظام الرئيس السابق مبارك استخدمت
البلطجية والعنف ضد النساء ، ليس فقط المحجبات و المنقبات ، كما تقول فى مقالك ، ولكن
كل النساء. بعد فبراير 2011 تم الاعتداء على
النساء غير المحجبات على وجه الخصوص، لأن جماعة
الإخوان المسلمين ترفض وجود المرأة في أماكن مثل المظاهرات ، فمن الأقرب للمنطق أنهم
هم الذين كانوا يهاجمون الفتيات والنساء من أجل تخويفهن من السياسة وإجبارهن على العودة
إلى بيوتهن.
تقول : في عصر ما بعد
مبارك، باشر الجيش اختبارات العذرية. وقد دافع عن هذه الممارسة الجنرال عبد الفتاح
السيسي، رئيس الدولة الفعلي الآن !!
في الواقع، أصدر الجيش
بيانا لتبرير ذلك الفعل الفاضح المرفوض بحجة حماية ضباط من أي مزاعم باغتصاب المعتقلين
الإناث. وقد نددت الناشطات السياسيات بهذا التبرير ، وحوكم الضابط المسؤول عن العمل
القذر وحكم عليه بالسجن. ولم يكن هذا الضابط هو الجنرال سيسي على الإطلاق!
تعتقد أن عددا
محدودا من البورجوازية المصرية تؤيد حركة الجيش . في الواقع الغالبية العظمى من المواطنين غير المتعلمين
الفقراء يرفضون جماعة الإخوان المسلمين ويستنكرون ممارساتهم. لقد أعطيت لهم الفرصة
لحكم البلاد بأغلبية كانت تخشى عودة النظام السابق. وفي حين كان الناس عطشى للإصلاح ينتظرون بفارغ الصبر تغييرا في السياسة انقضت سنة كاملة دون
أى تحسن فى أوضاع البلد . كان مرسي ورجاله مشغول بتوزيع المناصب بين بعضهم البعض، ظلت
الأزمة الاقتصادية تتفاقم والمشاكل تتراكم ومعدلات الجريمة والبطالة والتسرب المدرسي
فى ارتفاع . وقد نُصح مرسي من قبل أطراف عديدة بعقد انتخابات مبكرة أو بالاستجابة
لمطالب الشعب و تغيير بعض الوزراء الذين فشلوا في تحقيق أي تقدم لكنه كان مصرا على
الرفض وتجاهل الغضب المتنامي بين الناس.
قلت فى مقالك إن المصريين
ليس لديهم خبرة فى الماضي بالديمقراطية. في الواقع بدأت الديمقراطية في مصر مع أول
دستور في عام 1870. ومنذ ذلك الحين بدا المصريون يتطلعون لتحقيق الديمقراطية الحقيقية،
والتي تحققت بالفعل في بعض السنوات، لكن الحكومات المتعاقبة أحجمت عن المضي قدما وعلى
قمع الشعب . آمل أن نظرية الإخوان المسلمين
فى الديمقراطية قد اتضحت لكم ، و لم يعد ممكنا
تجاهل عدوانهم ورغبتهم في احتكار السلطة ووحشيتهم ضد خصومهم .
للأسف الشديد كل ذلك
يتم تجاهله فى وسائل الإعلام الغربية التي تركز فقط على ردود أفعال قوات الأمن.
ما أطاح بحكم مرسي لم
يكن انقلابا عسكريا، ولكن تلبية لرغبة 30 مليون
مصرى خرجوا فى مسيرات متكررة في 30 يونيو وبعدها ، وقام الجيش بأداء الدور المنوط به
في الدستور وهو حماية الشعب، من الأخطار داخليا وخارجيا. معظم وسائل الإعلام والصحافة
الغربية تتجاهل حقيقة أن المرحلة الانتقالية يرأسها قاضي (الرئيس السابق للمحكمة الدستورية)
وتم تشكيل حكومة من التكنوقراط غير العسكريين الذين تعهدوا بممارسة خارطة طريق تبدأ
بدستور متوافق عليه . وتعمل حاليا لجنة من خمسين عضوا من مختلف الاتجاهات والأحزاب
ورؤساء النقابات المهنية والعمالية على إنهائه.
ما تصفونه "سماسرة
السلطة الراسخة طويلا (الجيش وأجهزة الأمن، والقضاء، والبيروقراطية، والرأسماليون،
السياسيين في عهد مبارك)" يثبت أن غالبية المصريين يرفضون قبول حكم الاسلاميين
الذين كانوا يفوزون بالانتخابات بالتهديد والتخويف. وهددوا الناس بالذهاب الى الجحيم
اذا ما صوتوا للعلمانيين "الكفار"، واشتروا أصوات الفقراء بالقليل من المواد
التموينية .
و أؤكد لك أن الليبراليين
المصريين لم يعترفوا بالهزيمة، لأنه قد ثبت
أن مرسي فاز بالرئاسة من خلال تزوير النتيجة. و أنهم لن ينضموا أبد إلى الحرس القديم
لأنهم ببساطة كانوا من دعوا للثورة و بدأوها ، وأنهم لن يقبلوا إعادة السلطة للجيش
على الرغم من الشعبية الساحقة للفريق السيسي . اسمحوا لي أن أؤكد لكم، يا صديقى، أن
الليبراليين المصريين ليسوا ساذجين ، وأنهم
لا يفضلون حكم الجيش، وذلك ببساطة لأن الجيش ليس هوالحاكم الحالى ولن يحكم!.
فى نهاية مقالك تذكرت
الهجمات العشوائية على الكنائس القبطية وغيرها. و لاشك أنك تعرف أن الأقباط قد استُهدفوا
من قبل الإخوان المسلمين وجماعات الإسلاميين منذ عدة عقود، وطُلب من العديد منهم ترك
منازلهم! . اسمحوا لي أن أذكركم بالجرائم الوحشية التى ارتكبها أعضاء جماعة
الإخوان المسلمين مؤخرا ضد المواطنين الأبرياء العزل، وإلإحراق وهدم المنشآت
الحكومية في جميع أنحاء البلاد . يجب أن تقلق بشدة على المدنيين المصريين الذين
كانوا سيتراجعون للخلف مئات السنين لو بقي حكم الإخوان .
A message sent to Haroon Siddiqui,Toronto Star
Dear Mr Haroon Siddiqui,
Most articles and editorials of the Western press
play on the same chord , reiterating
what is frequently broadcasted on the
Qatari channel (Al Jazira) and CNN.
Reading your
editorial I hoped to find a
different vision in your article, and a deeper understanding of the Egyptian in
particular and Islamic reality in
general . And since we have met frequently during the conferences of International PEN organization to which
you and I belong, and are influenced by its ideas and propagate its principles, allow me to comment on your
article expressing another point of view
blocked by Western media though adopted
by the vast majority of the Egyptian people who marched in the largest
peaceful march in history on June 30 .Their
unanimous demand was to topple the ex president and the rule of the Muslim
Brotherhood.
With deep respect I will respond briefly to some of the points made in
your article on August 18 .
As
prominent writer keen to obtain facts from
the original resources, I assume that you are familiar with some of the literature of the Muslim
Brotherhood and their ideas. You have certainly read the history
of the group and their violence that led to the assassinations of a number of
politicians prior to 23rd of July revolution ,and finally their attempt to assassinat Naser . This
manner in dealing with adversaries
appeared clear during the election campaign for the presidency, where they
threatened to burn Egypt unless their candidate is elected and carried out
after deposing Morsi.
It
is true that Egyptian police and its hired thugs
used to target women protesters, not only hijabis/niqabis, but all women. After February 2013 unveild women in particular were assaulted ,
because MB reject the existence of women in such places as demonstration , so it is more logic that they are the ones who were attacking girls
and women in order to intimidate them from politics and force them to return
home .
You
say : In the post-Mubarak era, the army initiated virginity tests. The practice
was defended by Gen. Abdel-Fattah el-Sissi, now the de facto head of state.
Indeed,
the army statement was to justify the
scandalous rejected act on the
pretext of protecting the officers of any allegations of raping of the female
detainees. This justification was denounce d by women activists the , and the officer in charge was tried for the
dirty work and was imprisoned. He was not Al Sissy at all !
You
said : the fault line has historic antecedents in colonized countries where a
thin layer of westernized establishment was created to lord over the majority.
Actually a vast majority of poor uneducated
citizens are adversary to the MB and reject their practices . They were given the chance to rule the
country by a majority which feared the return of the ex-regime .A whole year
elapsed while people thirsty for reform and anxious to have a change of policy
impatiently waited . Morsi and his men were busy distributing posts among
themselves ,while the economic crisis was deepening and problems were piling up
and crime rates, unemployment and school drop-out doubled.
Morsi was adviced by the other parties
to hold early elections or to respond to
the demands of the people and change some of the ministers who have failed to
achieve any progress but he was adamant and disregarded the growing anger among
people .
You
say that Egyptians have no past experience of democracy . In fact
democracy started in Egypt with the first Constitution in 1870 . Since then the Egyptians looked forward
to achieve genuine democracy, which has already been attained in some years,
but successive governments declined to go forward and repressed it . I hope
that the Muslim Brotherhood theory of democracy the has emerged is no longer possible to ignore their
aggression and their desire to monopolize
power and their brutality against opponants.Unfortunately all of that is
overlooked and ignored by Western Media which concentrates solely on the reactions of the Security
Forces .
What
ousted Morsi was not a military coup , but the desire of 30 million people who
marched repeatedly on June 30 and after . The Military performed the
role assigned to it in the Constitution, to protect the people, internally and
externally . Most Media and westerm press ignore the fact
that the Interim government is headed by a judge ( the ex president of the
Constitutional Court ) and a cabinet of non military technocrats. They vowed to
practice a roadmap starting with a compatible Constitution . A committee of
fifty members of various trends, parties and heads of syndicates and trade
unions is currently working on its termination
.
What
you call" Long-entrenched power brokers (the army, the security services,
the judiciary, the bureaucracy, the crony capitalists, the Mubarak-era
politicians)" proves that the majority of Egyptians refuse to accept the
Islamists , who win elections by Threats and intimidation .They threatened people of going to hell if they vote for the "infidel"
Secularists , and bought votes of the poor by little food supplies .
The liberals did not concede defeat, because
it has been proven that Morsi Won the presidency by falsifying the result
. They have not and will never join the old guard simply
because they have initiated the revolution against it , and they do not accept
to hand power back to the military despite the
overwhelming popularity of major general
Sisi . Let me reassure you , friend , that Egyptian liberals are not naive ,
and they do not prefer army rule , simply because the Army is not ruling and will
not rule !!.
Finally
you remembered the unconscionable” random attacks on
Coptic and other churches . You certainly know that Copts have
been targeted by Moslem Brotherhoods and Islamists' groups since decades , and
many of them were asked to leave their homes ! . Let me remind you of the brutal crimes of the MB against
innocent unarmed citizens , and their torching and their Arsons all over the
country and subversion of hundreds of
government institutions and buildings .You should worry deeply for Egyptian
civilians being cut down if the MB had stayed ruling the state.
The
sympathy with fanatical religious
currents by the West, who is blind to their brutal crimes and their bloody history
is what encourages them to persist in their crimes.Indeed, the conflict in
Egypt today is between the dream of establishing a civil secular progressive
state , and the illusion of returning the Islamic caliphate .
16 أغسطس 2013
Querris!
Just queries
The whole world has watched Fires and sabotage all over Egypt in
the last two days , and how defenceless citizens have been ,tortured and killed
by a group of fanatics.
Old Egyptians, builders of the pyramids, must have be heart broken while
some of their grandchildren who had sold their souls cheaply to the devil , and,
stored underground Arsenal . Instead of heading their weapons to the the enemies,
they headed them to the hearts of their brothers whose only crime is refusing
to follow their black banner!.
Does Mr. Obama now realize the fact about that the group called
Moslem Brotherhood, for which he was putting Egypt under pressure to accept as governor
and dominant ? Does he still insist on reconciliation with those who betrayed
their homeland and tried to destroy it?
Was Lincoln wrong because he did not reconciliate the southern states and waged
civil war to abolish Slavery ?
Is Obama aware now how "wise" ,"rational" and 'peaceful'
the leaders of the group are ?
Did he see the arsenal of weapons under the stage of Rabaa, the dozens
of charred bodies of their opponents, burried under the podium?!!
Did Ms Ashton watch the Flames of mosques, churches,and infra
structures set on fire and plunderd by the
group they insist that the Egyptian government should negotiate with
?
After the whole world had seen vandalism, by the group, claiming to
preserve democracy and legitimacy, will you is still demand Egyptian government
to cancel the state of emergency ?
Can any country in the world be asked to restraint and keep its
security forces stand idly while bandists are terrorizing defenceless
citizens , cloging vital streets , impeding traffic and hitting life in the
city completely paralyzed for 46 days?!!
Does the International Media
feel sorry for chasing the Space Channel
Al Gezira and transferring its false distorted news since the revolution of the
thirtieth of June, in favour of the illusions of a sick group dreaming to controle
Egypt?!
Does Mr ElBaradei still
insist that the crisis could have been resolved peacefully, despite all the
crimes committed by the Muslim Brotherhood and their leaders, despite their
stubbornness and extreme stupidity?
Has the Egyptian government realized the mistake committed by the late
military council that allowed the establishment of religious parties, and will
they allow the continuation of those parties after discovering what is meant by
the phrase "religious reference " that ambiguous phrase .! will the state continue its complacency with similar groups ?
After that bloody group has been unmasked , and their Catastrophic
failure, will the members remain to
their loyal obedience to its leaders?
Does Mr. Erdogan still insist on resorting to the Security Council
to save the Muslim Brotherhood and the "peaceful protesters"from
the brutality of the Egyptian people ,government and Army.?!!
Are Turks aware of what is awaiting them if they oppose Mr. Erdogan
or disobey his sacred orders ?
Will
the Sheikkh Qaradawi wash and pray two kneelings
to God, to thank Him for the victory of
the Muslim Brotherhood in burning Egypt
and showing the light of Islam, its peacefulness to the whole world..?!
Do our brothers the Copts realize now who is their real enemy and who
their friend, and that their place is in their country Egypt and not in the western hypocrisy, to whom they rush to migrate.
Each Party should announce to the world and to the Egyptians its position
in the current events . Silence now is a crime against Egyptians and all of
their children and future generations.
Every young man , loyal and national should participate in the
rebuilding and restoration of mosques, churches and institutions sabotaged by
the Muslim Brotherhood rancour.
We have seen the behavior of the oppositions in all the world, from
scuffles in the parliament to strikes
and demonstrations and throwing stones at police and even the assassination of
some opponents sometimes, but we have never heared of an opposition threatening
to burn the country if their candidate is not elected, then if it is not reinstated
,despite his utter failure, and implement its threat and burn her country indeed!!..
This is really unprecedented ! and will be remembered forever in
the the history of the Muslim
Brotherhood by the coming generations together with their numerous disgraces. . ..
رجب فوق صفيح ساخن
معذور
الرئيس التركى رجب طيب إردوجان فى ثورته ضد
الشعب المصرى و تعاميه عن المظاهرات
الكاسحة التى أطاحت بحكم الإخوان فى
الثلاثين من يونيو الماضى . معذور لأنه كان ينظر الى نفسه فى مرآة الحكم الإخوانى
و يغتبط بتفوقه عليهم فى كل شىء رغم تطابق استراتيجيتهما . يعلم أن الإخوان يحلمون بإعادة الخلافة الإسلامية ، و هو ما
يعنى خضوع مصر لمن يفوز بها و تراجعها الى دولة تابعة للخليفة ماعليها الا السمع و
الطاعة لأحكامه مهما شذت و اختلت ، فالخروج عن طاعة الحاكم كفر و زندقة . و ذلك أمر
يعززحلم رجب باستعادة أمجاد الدولة العثمانية ويسعده أن يتخيل نفسه ، إذا ما تحقق
ذلك الحكم ، و هو يتقبل فروض الولاء و الطاعة من كل الشعوب الإسلامية ، و على رأسهم ذلك الشعب المصرى شديد
الثقة بنفسه و الاعتزاز بتاريخه .
جاءت
ثورة يناير لتوقظ رجب من ذلك الحلم الجميل و تذكره أن حكمه أيضا على وشك السقوط .
تذكر
رجب لحظات مشابهة أصابته بالذعر ، عندما كان على وشك أن يقصى من الحياة السياسية
عندما اتهم بالتحريض على الكراهية الدينية عام 1998م و سُجن و منعته الحكومة التركية آنذاك من العمل في
الوظائف الحكومية ومنها الترشيح للانتخابات العامة ، و هو الرجل الطموح المتطلع الى حكم بلاده ، فقرر
ألا يسير على درب أستاذه نجم الدين أربكان
، و انشق عن حزبه مع عدد من الأعضاء منهم عبد الله جول وقاموا بتأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001 . ارتدى رجب قناع
" التقية " وأعلن أن الحزب الجديد "العدالة والتنمية" سيحافظ على أسس النظام الجمهوري ولن يدخل في صدام
مع القوات المسلحة التركية ، وسيسير على درب أتاتورك لإقامة المجتمع المتحضر والمعاصر في
إطار القيم الإسلامية التي يؤمن بها 99% من مواطني تركيا".
أحكم رجب وضع قناع العلمانية التى لم يؤمن بها لحظة ، و هو يغازل
الدول الأوروبية و يطالب بضم بلاده الاتحاد
الأوروبى وبذل كل ما بوسعه لأن يخدع العالم الغربى ، ويصور نفسه كحاكم ديمقراطى علمانى يمثل
الوسطية الإسلامية .
فجأة
سقط القناع عن وجه رجب و أصيب بحالة من الهياج و هو يتابع السقوط المدوى لأصدقائه
( رعاياه) فى مصر . الاطاحة بحكم مرسى بتأييد الملايين ، ثم المضى قدما فى وضع
الأسس السليمة للديموقراطية فى مصر أفقداه توازنه ، و بعد أن كشفت حقيقة الإخوان و
افتحضت نواياهم الدموية و أسلحتهم ودمر معسكرهم فى رابعة العدوية راح يهذى و يستعدى
العالم على مصر مطالبا باللجوء الى مجلس
الأمن .
إن رجب يسير فوق صفيح ساخن وعليه ، بعد أن فقد حلفائه فى مصر أن
يحترس من أخطر خصومه ، الكتاب الأتراك من
غير المنتمين لحزب العدالة و التنمية و حلفائه، الذين يجاهرون برفضهم لسياساته ، وأعلنوا
أن معايير الديمقراطية تتراجع و أن تركيا صارت سجنا كبيرا يطارد فيه كل صاحب رأى
مخالف عن رأى الحكومة والسياسة الرسمية ، و
فى مارس الماضى نظم كتاب و فنانى تركيا من كل الأطياف مسيرة احتجاج توجهت الى
رئيس الوزراء رجب طيب اردوجان للمطالبة بإطلاق سراح كل من تم القبض عليه و اعتقاله بسبب كتابة مقال أو
عمل فنى مع التأكيد على حرية التعبير فى تركيا ، و أعلنوا احتجاجهم على احتجاز عدد
كبير من الإعلاميين و تهديد آخرين بوضعهم خلف القضبان . و خلال السنوات الخمس
الماضية اعتقلت حكومة اردوجان أكثر من سبعمائة شخصية معارضة من كل المهن . مما وضع تركيا فى المرتبة 148 من أصل 179
دولة فى مؤشر حرية الصحافة التى وضعتها منظمة مراسلون بلا حدود للعام 2011-2012 .و
قد طالبوا الاتحاد الأوروبى بالضغط على حكومة حزب العدالة والتنمية من أجل وقف
الانتهاكات الفظيعة لحقوق التعبير وضمان أمن الصحفيين وحرية عملهم..
فهل
سيحنى رجب رأسه للعاصفة أم سيعاند و يكابر و يلحق بأصدقائه المعزولين من الإخوان
.
مجرد تساؤلات
مجرد تساؤلات ...
وقف الخلق ينظرون جميعا كيف تُحرق مبانى مصر وتُدمر
منشآتهاو يُقتل و يُسحل و يُعذب أحرارُها ..
و بناة الأهرام فى سالف الدهر يتحسرون و
يتعجبون من قلة باغية من أحفادهم باعت ضمائرها بثمن قليل و عقدت حلفا مع الشيطان و
خزنت الأسلحة تحت الأرض و بدلا من أن توجهها الى أعداء يلادها صوبتها الى قلوب و صدور إخوة لها كل جريمتهم
أنهم تبينوا حقيقتهم و رفضوا الانضواء تحت رايتهم السوداء .
فهل أدرك السيد أوباما حقيقة الجماعة التى كان
يضغط على مصر لتتقبلها حاكمة و مهيمنة على أمورها ؟ و هل مايزال مصرا على المصالحة
مع من خانوا وطنهم و سعوا الى تدميره ؟ هل كان لينكولن سيصالح الولايات الجنوبية و
يعقد معها اتفاقا ؟
هل علم أوباما الى أى مدى حكمة زعماء الجماعة و
عقلانيتهم و سلميتهم ؟
هل شاهد ترسانة الأسلحة ، و عشرات الجثث
المتفحمة لمُعارضيهم التى كانوا يخبئونها تحت المنصة ؟
هل تابع الاتحاد الأوروبى الأهوال التى سببها
حقد وغل الجماعة التى يطالبون مرارا و تكرارا بالجلوس معها الى مائدة المفاوضات ؟
هل بعد أن رأى العالم كله التخريب والحرائق والمساجد
و الكنائس و البنى الأساسية لمصر التى تدمرها الجماعة بزعم الحفاظ على الديمقراطية والشرعية ، مازال هناك
من يطالب بالغاء حالة الطوارىء ؟
هل بمكن مطالبة أى دولة فى العالم بضبط النفس
وأن يقف الأمن فيها مكتوف الأيدى بينما جماعة واحدة من المواطنين تروع الآمنين و
تسد الشوارع الحيوية و تعوق المرور و تصيب الحياة فى المدينة بالشلل التام لمدة 46
يوما ؟!
هل شُفى غليل قيادات الجماعة و هم يتطلعون الى
ألسنة النيران تطل من نوافذ الأبنية فى كل المحافظات التى أحرقها صبيانهم ، و
الدخان الذى يملأ سماء مصرأم مازالوا يصرخون " هل من مزيد !"
هل ندم الإعلام العالمى على جريه وراء فضائية
الجزير و نقله الأنباء الكاذبة و الأخبار المحرفة التى أشاعتها منذ قيام ثورة
الثلاثين من يونيو و هل علموا الآن الى أى مدى حقد العاملين بتلك القناة على مصر و
المصريين و رغبتهم المحمومة فى أن يعيقوا مسيرتها و يكبلوها بأوهام و خرافات جماعة
مريضة لا هم لها الا الحكم و السيطرة ؟!
هل مازال البرادعى مصرا على أن الأزمة كان يمكن
حلها بالطرق السلمية رغم كل الجرائم التى ارتكبها الإخوان ورغم عناد قادتهم و
غبائهم الشديد ؟
هل أدركت الحكومة المصرية الخطأ الفادح الذى
ارتكبه المجلس العسكرى الراحل يوم أن سمح بإنشاء أحزاب دينية و هل سيسمحوا باستمرار تلك الأحزاب بعدما تبين
الجميع ماهو المقصود من عبارة " المرجعية الدينية " المطاطة التى لا
تعنى شئا !
و بعد افتضاح أمر تلك الجماعة الدموية و الفشل
الذريع الذى منيت به هل سيظل أعضاؤها على غيبوبتهم وولائهم و طاعتهم العمياء
لقادتها؟ و هل سيظل الأمن متهاونا مع الجماعات المشابهة ؟
هل مازال السيد إردوجان يصر على اللجوء لمجلس
الأمن كى ينقذ جماعة الإخوان و المعتصمين " المسالمين ".
هل علم الأتراك بما يتوعدهم السيد إردوجان إذا
ما عصوا أوامره المقدسة و عارضوه
هل سيتوضأ
الشيخخ القرضاوى و يصلى ركعتين لله شكرا على انتصار الإخوان بحرق مصر و إظهار نور
الأسلام و سلميته للعالم كله
هل أدرك إخوتنا الأقباط من عدوهم الحقيقى و من الصديق ، و أن مكانهم
الحقيقى فى بلدهم مصر و ليس فى بلاد
النفاق الغربى الذى سارعوا للهجرة اليه ، ليعمروها و
على كل حزب أن يعلن للعالم و للمصريين موقفه من
الأحداث الجارية فالسكوت عن الحق جريمة فى حق مصر و أبنائها جميعا و الأجيال
القادمة .
و على كل شاب وطنى مخلص أن يشمر ساعديه و يشارك
فى إعادة بناء و ترميم المساجد و الكنائس و المؤسسات التى دمرها يد الغل الإخوانى
لقد رأينا سلوكيات المعارضة فى كل العالم ، من
اشتباكات بالأيدى فى البرلمان و اضرابات و مظاهرات و القاء الحجارة على رجال
الشرطة بل و اغتيال بعض الخصوم أحيانا ، و لكننا لم نر معارضة تهدد بحرق البلد اذا
لم يتم انتخاب مرشحها ، ثم إذا لم يتم إعادته للحكم رغم فشله الذريع ، و تنفذ
وعيدها و تحرق بلدها بالفعل ..حقا إنها لسابقة سوف يذكرها التاريخ للإخوان
المسلمين بعد أن يعدد مخازيها و لن يترحم عليها أحد ..
1 أغسطس 2013
الفرق بين التجربة التركية و التجربة المصرية
الفرق بين التجربة التركية و التجربة المصرية بقلم
اقبال بركة
الفرق بين التجربة التركية و التجربة المصرية هو الفرق بين الذكاء و الغباء . و
هذه حقائق لا يمكن إنكارها ، فقد وصل أردوجان للحكم بعد مسيرة طويلة و ناجحة
فى السياسة وعن طريق الديمقراطية التركية الراسخة . بدأ سلم الصعود من أوله عندما انتخب عمدة لمدينة استنبول و حولها الى
مدينة عصرية تضاهى أجمل المدن الأوروبية ، ثم أصبح رئيسا للوزراء و الحاكم الفعلى
لتركيا .
أما محمد
مرسى فقد قفز الى الرئاسة بعد انتصار ثورة
لم يشارك فيها ، و دون أن تكون له خلفية سياسية بل حامت
الشكوك حول الأسلوب الذى اتخذه حزبه الوليد أثناء الانتخابات من تزوير و رشوة للمعدمين و تلاعب فى نتيجة
الآنتخابات و تهديد الناخبين بإحراق مصر و إثارة الفوضى اذا لم ينتخبوا مرشحهم ، و
هو ما ينفذوه اليوم بكل همة .
فى
البداية انتهج أردوجان سياسات متزنة داخلياً وخارجياً ساعدته الكاريزما السياسية التي
يمتلكها فاكتسب
إعجاب معظم الأتراك ثم أغلب العرب ، و لن ننسى حركته التى حظيت بتصفيق الإعلام الإسلامى عندما غادر منصة مؤتمر دافوس احتجاجاً على عدم اعطائه الوقت
الكافي للرد على الرئيس الاسرائيلى شيمون بيريز بشأن الحرب على غزة ،
وعندما ذرف الدموع تعاطفا مع جرحى غزة فى المستشفيات التركية مما أهله للفوز بجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لعام 2010 .
و
على الرغم من القفزة الاقتصادية الهائلة التى أحدثتها سياسات
اردوجان لتركيا فلم يحظى بإجماع الشعب ، و أكثر المثقفين لا يخفون تخوفهم من
نواياه خاصة بعد أن حول النظام السياسى الى رئاسى بدلا من برلمانى و اعتقل العديد
من الكتاب و المفكرين فى سجون تركيا.
بينما فشل مرسى داخليا فلم يعيد الأمن بل أطلق سراح عتاة المجرمين و تركهم يعيثون
فى البلاد فسادا و بلطجة و فتح الحدود لتتدفق عصابات مشبوهة و منبوذة فى بلادها و
تسرق قوت المصريين تخرب اقتصاد البلاد حتى أوشكت مصر على الإفلاس ، و خارجيا أثارت سياساته استياء دول عربية كثيرة عبرت عن سعادتها بعد
إزاحته بدعم الثورة المصرية معنويا و ماديا .
كوارث لا حصر لها حاقت بمصر فى فترة لا تزيد عن العام ، بينما الرئيس المعزول
ظل ممعنا فى سلبيته و عناده لا يتحرك إلا بإشارة من المرشد و لا يعمل إلا لصالح
أعضاء حزبه و محاسيبه و لا يرى أو يسمع أنات المواطنين و هتافاتهم التى ارتفعت فى
مظاهرات اجتاحت البلاد فى سابقة لم تحدث فى التاريخ .
ورغم أن اردوجان لا يتحلى بالتسامح أو يعترف بحق الشعب فى حكم نفسه ألا أنه انحنى أخيرا للعاصفة التى أثارها مشروع للحكومة يرمي إلى إعادة
بناء ثكنات على الطراز العثماني مع شقق، ومخازن ومتحف في حديقة تتوسط أكبر ميادين
استنبول و أشهرها ، وصرّح بأن الحكومة سوف تحترم قرار القضاء ، و لو أصدرت المحكمة
قرارًا لصالحها سوف يتم استطلاع آراء سكان منطقة ميدان تقسيم قبل تنفيذ المشروع .
و لابد أن اردوجان على علم بالسياسات
مرسى الخرقاء التى توالت منذ صعد الإخوان الى سدة الحكم فى أكبر وأهم بلد إسلامى
عربى ، ولابد أنه قرأ الإعلان الدستورى الذى أراد به الرئيس المصرى المعزول أن يكمم
الأفواه و لا بد أنه تابع مناصبة مرسى العداء لكل مؤسسات الدولة الراسخة الى الى
معاداة الصحافة و الإعلام الى آخر القائمة الطويلة ..!و لكنه مثل أغلب الإسلاميين
يؤمن بأن الخروج على الحاكم كفر و زندقة ، و على استعداد لأن يغض الطرف عن كل ما
سبق و أكثر فى سبيل تحقيق الحلم/ الوهم الكبير
ألا و هو إستعادة الخلافة الإسلامية !!! ..!
ولاشك أن
العم بديع و صحبه كانوا يكنون للرجل التركى
إعجابا شديدا ، و يسيرون على خطاه فالهدف الاستراتيجى واحد و إن تباينت بل
تعارضت التكتيكات . إلا أن التلهف على السلطة، والغفلة عن حقيقة الشعب المصرى و تاريخه جعلاهم
يجرون و يقفزون كلقردة بدلا من أن يسيروا على مهل كما فعل الثعلب التركى .
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)