هذا مقال كتبته عام 2008 عن تركيا فى عهد إردوجان و ما أشبه الليلة بالبارحة
خرسيس
أدب سيس بقلم
اقبال بركة
على
الرغم من كل ما تبذله الحكومة التركية
لإقناع الغرب بأنها تختلف عن كل البلاد
الإسلامية ، و أنها تتمتع بديمقراطية راسخة و حقيقية ، تتضمن ، بالطبع ، حرية التفكير و حرية التعبير
و احترام الآخر ..الخ ، إلا انها وقعت فى المحظور ولم تستطع أن تحتفظ بذلك القناع
المزيف طويلا . لقد كشفت الأحداث منذ سبتمبر الماضى أن ما يقرب من 18 كاتب تركى
مهددون بتقديمهم للمحاكمة و قد يحصلون على أحكام بالسجن تتراوح من ثلاث الى أربع
سنوات ونصف . فقد ابتدع المشرع التركى مادة
رقم 103 فى قانون العقوبات التركى تتيح محاكمة و سجن من يقوم بإهانة "
الهوية التركية " . و هو تعبير مطاط و يندرج تحته عشرات الأفعال و الأقوال التى قد تنجم عن
الكتاب و الفنانين بحسن نية ، أو
باستخدامهم حقهم فى التعبير بحرية
عما يعتقدون . و فى 21 سبتمبر 2006 قدمت كاتبة تركية تحظى بقدر كبير من الاحترام و
الشهرة هى الصحفية التركية شفق اليفة التى برأتها المحكمة من تهمة " إهانة التركية
" . أما سبب التهمة " الشنيعة " فقد كانت بعض عبارات وردت على لسان
شخصيات فى رواية الفتها شفق بعنوان "
بابا و المحتال " ve Pic (Father and Bastard). التى ترجمت الى
الإنجليزية بعنوان " المحتال الاستنبولى " و حظيت بنسبة توزيع عالية . و بطبيعة الحال اتجهت أنظار الإعلام العالمى
الى استنبول و تابعت المحاكمة عشرات العدسات التابعة للصحافة و الفضائيات العالمية
. وقدمت منظمة القلم الدولية عريضة احتجاج الى الحكومة التركية ،
طالبتهابمراجعة تلك القوانين " سيئة
السمعة " التى تحاصر الفنون والآداب وتهدد حريةالمبدعين فى التفكيرو التعبير
. وقد حضرت شفق محاكمتها رافعة الرأس ،
فلم تخف و لم تتردد ، بل صرحت للصحافة الأجنبية بأن هناك العديد
من القوانين التى تهدد حرية الفن و الأدب فى تركيا و يستخدمها المحافظون لكبح جماح
الفنانين و الأدباء ، و أنها ستبذلمع رفاقها أقصى الجهد للتخلص من تلك القوانين .
و على الأقل هناك 18 كاتب آخر من بينهم ناشرين و صحفيين يواجهون المحاكمة بتهمة "الإهانة" ، و تحت قوانين أخرى تستخدم لخنق حرية التعبير فى تركيا ، من بينهم كاتبة أخرى مؤلفة رواية " لطيفة هانم" إيبك كاليزلار التى قدمت للمحاكمة يوم 5 اكتوبر الماضى بسبب تجرؤها على تأليف ترجمة حياة زوجة مصطفى كمال أتاتورك السيدة لطيفة ، وكانت مهددة بأن تتم ادانتها و الحكم عليها بالسجن لمدة قد تصل الى أربع سنوات و نصف بسبب " إهانة " ذكرى أتاتورك تحت القانون رقم 5816 ، و قد ذكرت إيبك فى كتابها أن أتاتورك تنكرفىملابس امرأة ليهرب من محاولة اعتداء على حياته ..! و هناك أيضا الناشر التركى فاتح تاس الذىنشر ترجمة تركية لكتاب " مفاسد الحروب : التكاليف البشرية لتجارة السلاح الأمريكية " للكاتب الأكاديمى جون تيرمان .
لقد اتضح مؤخرا أن حرية التعبير تجد عنتا فى كل البلاد الإسلامية حتى أعتى الديمقراطيات وأقدمها مثل تركيا ، و التى يبدو أنها لم تتخلص بعد من الروح العثمانية المتعسفة على الرغم من مرور ما يقرب من ثمانين عاما علىتخلصها من السلاطين العثمانيين ، فما زال فى تركيا بعض أحفاد التركى الشهير الذى كان يضع صفا من القلل أمام بيته و يجلس أمامه ، و كلما تقدم شخص ليشرب من إحدى " القلل" شخط فيه قائلا " خرسيس .. أدب سيس " و أمره بأن يشرب من "قلة " أخرى .. لمجرد الرغبة فىالسيطرةو التحكم ..
يحدث هذا فى الوقت الذى تتطلع فيه الحكومة التركية للإنضمام الى محفل الديمقراطية و المجتمع المفتوح ، و تسعى بكل جهدها للانضمام الى السوق الأوروبية . و يبدو أن الميراث العثمانلى لا يريد أن يتزحزح ليس فقط من عقل الأتراك ، بل من عقول " توابع السلطنة العثمانية " جميعهم ..!
و على الأقل هناك 18 كاتب آخر من بينهم ناشرين و صحفيين يواجهون المحاكمة بتهمة "الإهانة" ، و تحت قوانين أخرى تستخدم لخنق حرية التعبير فى تركيا ، من بينهم كاتبة أخرى مؤلفة رواية " لطيفة هانم" إيبك كاليزلار التى قدمت للمحاكمة يوم 5 اكتوبر الماضى بسبب تجرؤها على تأليف ترجمة حياة زوجة مصطفى كمال أتاتورك السيدة لطيفة ، وكانت مهددة بأن تتم ادانتها و الحكم عليها بالسجن لمدة قد تصل الى أربع سنوات و نصف بسبب " إهانة " ذكرى أتاتورك تحت القانون رقم 5816 ، و قد ذكرت إيبك فى كتابها أن أتاتورك تنكرفىملابس امرأة ليهرب من محاولة اعتداء على حياته ..! و هناك أيضا الناشر التركى فاتح تاس الذىنشر ترجمة تركية لكتاب " مفاسد الحروب : التكاليف البشرية لتجارة السلاح الأمريكية " للكاتب الأكاديمى جون تيرمان .
لقد اتضح مؤخرا أن حرية التعبير تجد عنتا فى كل البلاد الإسلامية حتى أعتى الديمقراطيات وأقدمها مثل تركيا ، و التى يبدو أنها لم تتخلص بعد من الروح العثمانية المتعسفة على الرغم من مرور ما يقرب من ثمانين عاما علىتخلصها من السلاطين العثمانيين ، فما زال فى تركيا بعض أحفاد التركى الشهير الذى كان يضع صفا من القلل أمام بيته و يجلس أمامه ، و كلما تقدم شخص ليشرب من إحدى " القلل" شخط فيه قائلا " خرسيس .. أدب سيس " و أمره بأن يشرب من "قلة " أخرى .. لمجرد الرغبة فىالسيطرةو التحكم ..
يحدث هذا فى الوقت الذى تتطلع فيه الحكومة التركية للإنضمام الى محفل الديمقراطية و المجتمع المفتوح ، و تسعى بكل جهدها للانضمام الى السوق الأوروبية . و يبدو أن الميراث العثمانلى لا يريد أن يتزحزح ليس فقط من عقل الأتراك ، بل من عقول " توابع السلطنة العثمانية " جميعهم ..!