لماذالا
يكون الدرس الأول فى المدارس الاعدادية و الثانوية عن الديمقراطية ،و الدرس الثانى
عن الحريات العامة ،و الدرس الثالث عن حقوق الإنسان و حقوق المواطنة . لماذا لا
يلقن تلاميذ المدارس قواعد اللعبة
الديمقراطية ، و يشكلون مجلسا نيابيا يحكم المدرسة يتكون من الطلاب و المدرسين
الذين تنتخبهم الأغلبية . و ليجتمع هذاالمجلس المدرسى مرة كل شهر فى حضور
بقية الطلاب ، و ربما شاء بعض أولياء الأمور أن يشاركوا ،و لتتم مناقشة مشاكل
المدرسة و اقتراح الحلول ، بكل حرية وفى أثناء ذلك يتدرب الطلاب على إبداء آرائهم بثقة و بلا تجاوزات فى الألفاظ أوالسلوكيات . إن هذه
التجربة ستفرخ لمصر محامين وقضاة و خطباء وكتاب و صحفيين ونواب على أعلى مستوى
،إنها فرصة لكى يكتشف الطلاب قدراتهم و
يحددوا أهدافهم و يتجهوا الاتجاه السليم فى مستقبل حياتهم .
إن الديمقراطية لن تطبق فعليا ، مإلم تبدأ ممارستها
فى إطار الأسرة ؛ فى العلاقة بين الزوج و الزوجة
و بينهما و بين الأبناء و بين
الأبناء بعضهم ببعض . ففى الأسرة يلقن الفرد الدرس الأول فى المساواة ، و فى تحمل
المسئولية ، وفى التمسك بأداء الواجبات
قبل المطالبة بالحقوق .وداخل نطاق الأسرة يتعلم الفرد كيف يناقش و يبدى رأيه و
يستمع لآراء الآخرين و ينزل على رأى الأغلبية و يلتزم بالتعليمات التى شارك فى
وضعها و تصبح العلاقة بين الكبار و الصغار مبنية علىالاقتناع والاحترام و ليس على
الطاعة العمياء و الخضوع بلا مناقشة..
بهذا وحده
تصبح عملية "تصحيح" الدستور عرسا وطنيا يحتفى به الجميع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق