آسفين يا بديع !!
بعد اندلاع ربيع الثورات العربية
طلعت علينا جماعة تتعاطف مع الرئيس المخلوع و تطالب بإعادته للحكم لأنه
الرئيس الشرعى للبلاد . و قد أطلقت الصحف على تلك الجماعة التى كانت تحتشد فى
ميدان مصطفى محمود و انضم اليها عدد من لاعبى الكرة و رجال المال و السياسة ، إسم
(حزب آسفين يا ريس ) ، و فسر علماء النفس سلوك هذه الجماعة بأنه "متلازمة
ستوكهولم ، و هى ظاهرة رصدها العلماء بين مجموعة من
الناس ربما تصل إلى الآلاف كانوا ضحايا و تعاطفوا مع جلاديهم ، بل
و ارتبطوا بهم بعد اطلاق سراحهم .
و لابد أن يتساءل
المرء ، هل هذا العدد الكبير من الرجال و النساء المحتشد فى ميدان رابعة
العدوية بمدينة نصر يرغب بالفعل فى التمسك
بالرئيس المعزول و على استعداد للصبر أعواما أخرى تكون مصر قد إنهارت تماما خلالها
؟ هل يعون الكوارث العديدة التى سببها حكم مرسى و أعوانه لمصر ؟!
هناك دائما من هو على
استعداد لبيع تأييده لطاغية فاشى لفظه الشعب و رفضه العالم كله فى مقابل حلم الاستمرار فى السلطة .
ومن
يرى الحشود التى تساق الى ميدان رابعة العدوية لا بد أن يتذكر المظاهرة التى نظمها
الحزب الصربى الاشتراكى فى بلجراد تأييدا
للرئيس اليوجوسلافى السابق سلوبودان ميلوسوفيتش رئيس يوغوسلافيا و صربيا فى
الفترة بين 1989 و2000 قبيل محاكمته ، و التشابه كبير بين الطاغية الفاشى ميلوسوفيتش و
مرشد الإخوان المسلمين الحالى الطبيب البيطرى محمد بديع .
حلم
ميلوسوفيتش ببناء دولة ( صربيا الكبرى ) وباخضاع الشعوب المجاورة لها ، و بدلا من ذلك أدت
سياساته الخرقاء الى تفكيك يوغوسلافيا التى وحدها تيتو ، وفي أقل من عشر سنوات حولها إلى ركام . و بديع كان يحلم بإعادة دولة الخلافة الإسلامية التى تخضع
لها كل الشعوب العربية و الإسلامية ( دولة إخوانيا الكبرى ) ، فكانت النتيجة
القضاء المبرم على جماعته و إلقائها فى مزبلة التاريخ مع شقيقاتها الفاشية و
النازية و السوفيتية ..الخ
تمت هزيمة ميلوسوفيتش
على يد حركة نظمها شباب صربيا أطلق عليها أوتبور )المقاومة). بدأت الحركة
حملتها السياسية ضد ميلوسوفيتش
، بعد هجوم الناتو الجوي على يوغسلافيا السابقة
خلال حرب كوسوفا ، فما
كان منه الا أن اتخذ السلاح الذى يصوبه كل الفاشيين الى معارضيهم السياسيين :
الخيانة و العمل لصالح دول أجنبية.
و هو ما يذكرنا بما
فعله الرئيس المعزول بايعاز من المرشد عندما اتهم الشباب الذين أشعلوا الثورة بالتخابر
مع دول أجنبية و فشل فى اثبات ذلك . الاتهام الذى أفلح من قبل ضد السياسيين ، لم يفلح
مع شباب حركة "أوتبور" ، فبدأ ميلوسوفيتش قمعا
بوليسيا
على مستوى الوطن كله ضد نشطاء الحركة واعتقل ما يزيد عن ألفي شخص دون أن يفلح فى إخماد الحركة . وخلال
حملة الانتخابات الرئاسية عام 2000 رفعت الحركة شعارات "لقد انتهى"، و "لقد حان
الوقت"، مما الى
خسارة ميلوسوفيتش فى الانتخابات
ورغم المذابح
و الجرائم التى ارتكبها ميلوسوفيتش أثناء حرب كوسوفا ظل نفر من أتباعه يخضعون له و
ساعدوه على الهرب من المحاكمة .كما يحدث اليوم مع المرشد و أعوانه .
جرائم القتل
و السحل و التعذيب التى يقوم بها زبانية بديع طبق الأصل مما ارتكبه أتباع
مسلوسوفيتش فى كوسوفا . و لن ينسى العالم مذبحة سربرنيشيا عام 1995 التي راح
ضحيتها ثمانية آلاف من مسلمي البوسنة ..
لم يسكت المجتمع الدولى على جرائم الحرب التي ارتكبها ميلوسوفيتش إبان حرب البلقان و تم القاء القبض عليه وعدد من قادة جيشه الذين انتهكوا القوانين الدولية واعتدوا على حقوق الإنسان في البوسنة والهرسك، فحوكموا في محكمة العدل الدولية في لاهاي ونالوا ما يستحقون من عقاب، أما الطاغية ميلوسوفيتش الذى لم يعترف بشرعية المحكمة ورفض توكيل محام عنه فقد عثر عليه ميتا فى مركز الاعتقال آلذي كان محتجزا به فى قبل ثلاثة أيام من مثوله أمام محكمة العدل الدولية .
و بعد أن ثبت فشل مرشح الإخوان الذى يرتكبون المذابح لإعادته للحكم رغم وتجاوزه على القوانين باسم الدين و الشرعية ، مازال النظام الإخوانى الفاشى يرفض أن يعترف بهزيمته و سيظل يعاند و يكابر دون أدنى اعتبار لعدد ضحاياه من الشباب سواء من معسكره أو المعارضين له حتى يلقى بديع مصير من سبقوه!.
لم يسكت المجتمع الدولى على جرائم الحرب التي ارتكبها ميلوسوفيتش إبان حرب البلقان و تم القاء القبض عليه وعدد من قادة جيشه الذين انتهكوا القوانين الدولية واعتدوا على حقوق الإنسان في البوسنة والهرسك، فحوكموا في محكمة العدل الدولية في لاهاي ونالوا ما يستحقون من عقاب، أما الطاغية ميلوسوفيتش الذى لم يعترف بشرعية المحكمة ورفض توكيل محام عنه فقد عثر عليه ميتا فى مركز الاعتقال آلذي كان محتجزا به فى قبل ثلاثة أيام من مثوله أمام محكمة العدل الدولية .
و بعد أن ثبت فشل مرشح الإخوان الذى يرتكبون المذابح لإعادته للحكم رغم وتجاوزه على القوانين باسم الدين و الشرعية ، مازال النظام الإخوانى الفاشى يرفض أن يعترف بهزيمته و سيظل يعاند و يكابر دون أدنى اعتبار لعدد ضحاياه من الشباب سواء من معسكره أو المعارضين له حتى يلقى بديع مصير من سبقوه!.
إن المجتمع الدولى لن ينخدع طويلا
بمزاعمهم ، و على بديع ألا ينتظر من الشعب أن يغفر خطاياه بحق مصر و جرائم أتباعه
بحق شباب الثورة و لا أمل له إلا فى أن يحذره
عضو فى جماعة الإخوان من أنه يعرض نفسه للمحاسبة الدولية، و لن ينجو من العقاب
مهما طال الزمن ..و ليتذكر مصير موسولينى و هتلر و صدام حسين و القذافى و سلوبودان ميلوسوفيتش وكل الذين خانوا شعوبهم و صعدوا الى السلطة فوق أنظمة
فاشية ترغم أتباعهم على السمع و الطاعة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق