21 سبتمبر 2013

لغز المصريين ..


 
من العاقل ..نحن المصريون أم الكتاب الغربيين . .؟! أغلب لتحليلات الصحفية لأحداث 30 يونيو و ما بعده تواجه خلافا كبيرا بيننا و بين أغلب كتاب الصحف الغربية . هم يصرون على أن 30 يونيو انقلاب على الشرعية ، و نحن نصر على أنه تعديل لمسار الثروة ..
بعد سبعة أيام من اندلاع المظاهرات السلمية ، و تحديدا يوم 2 فبراير 2011  ، تغيرت صورة الثورة المصرية تماما . فبينما كاميرات العالم تتابع احتفالات الثوار بنجاح ثورتهم  فوجئوا بمجموعة من الشباب الذين يمتطون الجـِـمال والبغال والخيول يهجمون على المتظاهرين وهم يلوحون بالسيوف والعصي والسياط ..! مشهد غريب يشبه هجوم الهنود الحمر على الأوروبيين  فى الأفلام الأمريكية! و بعد هذا اليوم الأسود تكررت الاشتباكات بين من وصفوا بالبلطجية من ناحية ، والمتظاهرين العزل من ناحية ، و سقط عشرات القتلى بالرصاص الحي ومئات الجرحى . ثم جاءت المفاجأة الصاعقة يوم العاشر من أكتوبر 2012 وحكمت المحكمة ببرائة جميع المتهمين في موقعة الجمل ، و كلهم من رموز حكم عهد مبارك  ..!
بعدها ، ولأول مرة فى تاريخنا ، أصبح العنف هو السمة الأساسية لأحداث الثورة  .. مصريون يقاتلون مصريين .. فى إمبابة ، وفى مسرح البالون و حول مبنى التليفزيون فى أحداث ماسبيرو فى شارع محمد محمود وحول مجلس الوزراء ثم فى ستاد بورسعيد ، عنف و قسوة لم يسبق لنا أن شاهدناه فى مصر من قبل و اتهم الثوار بارتكاب أغلب الجرائم  .  و لكن إذا كانت لدى  الثوار مبررات للانتقام من مبانى عشش فيها الفساد و فاحت رائحته لتزكم الأنوف مثل مبنى الاتحاد الاشتراكى و مجلسى الشعب و الشورى و مبنى مباحث أمن الدولة ، فلماذا اقتحام المتحف المصرى ، ولماذا حرق صرح مجمع العلوم  الذى يحتوى على وثائق نادرة لن تعوض و لماذا التحرش بمكتبة الاسكندرية ..؟! هل تسللت عناصر غريبة عن الشعب المصرى الى صفوفه مدعية انتمائها للثورة ، و بدأت تمارس تلك الأعمال الإجرامية  لكى تشوه الثورة و تسىء الى الشعب المصرى كله ..؟! من هى تلك العناصر المليئة بالحقد والغل على كل ماهو مصرى ؟! 
فجأة سطعت الحقيقة مثل ضوء الشمس فى يوم صيفى قائظ ، و افتضح أمر القتلة المخربين مشعلوا الحرائق فى المتاحف و المنشآت التى يملكها الشعب ..تلك الفئة الباغية كارهة العلم و الثقافة و الأدب الذين أحرقت الهزيمة بعد الثلاثين من يونيو قلوبهم فراحوا يشعلون الحرائق فى كل محافظات مصر . و قدموا للعالم الدليل الدامغ على همجيتهم عندما أحرقوا مكتبة الكاتب العالمى هيكل التى تحوى كنوزا نادرة من الصور و الكتب و التقارير  ، فهم لا يقلون عدوانية و جهلا عن التتار الذين أحرقوا كتب بغداد و لا المتطرفين الذين أحرقوا مكتبة الإسكندرية القديمة .
حسمت جرائم الإخوان المسلمين بعد الثلاثين من يونيو الأمر و أنهت الحيرة ، إلا أن المرجفين فى الغرب أصبحوا يتهمون المصريين المؤيدين  لثورة الثلاثين من يونيو بأنهم غافلين أو مضللون ، لا يريدوا أم يصدقوا أن الجيش المصرى استجاب لنداء الشعب المصرى و تحرك ليحمى مصر و أرضها و آثارها وكنوزها و تاريخها من تتار العصر ، خوارج القرن الحادى و العشرين .
و عندما تقرأ مقالات بعض الكتاب الغربيين لا بد أن يرتفع ضغط دمك من تجاهلهم لحقائق دامغة . و هو ماحدث لى و أنا أقرأ مقالا لكاتب كندى أعرفه جيدا حول ما يحدث فى مصر تساءل فيه هل المصريون سذج  أم مضللون ؟
مثل أغلب كتاب الغرب المتحاملين على ثورة الثلاثين من يونيو  نسى ذلك الكاتب ما قاله زعماء العالم
فى مدح المصريين بعد انتصار ثورة الخامس و العشرين من يناير . نسى أو تناسى أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال : "يـجب أن نربي أبـناءنا ليصبحوا كشباب مصر"، وقال سيلفيو برلسكوني رئيس وزاراء إيطاليا: "لا جــديد في مصر فقد صنع المصـــريون التاريخ كالعادة" . و لم يخجل هاينز فيشر رئيس النمسا من قوله : “شعب مصر أعظم شعوب الأرض و يستحق جائزة نوبل للسلام”. أما صحيفة الجارديان البريطانية فقد وصفت الثورة " إنها أعظم ثورة فى التاريخ البشرى بأكمله..أعظم من الثورة الفرنسية والثورة الأمريكية."
بعد الثورة التصحيحية فى 30 يونيو  انقلب المدح الى قدح و امتلأت الصحف بمقالات و تحليلات تهاجم الثورة التصحيحية و تبدى حيرتها و عدم فهمها لما يحدث فى أرض الفراعنة ..! إنهم لايرون أن ما حدث ليس إنقلابا عسكريا ، و لا يثقون أن الجيش سيعود الى ثكناته بعد أن تنتهى مهمته .و إن غدا لناظره قريب ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق