20 فبراير 2014

ثورة شعب يصنع التاريخ

                      
ثورة الخامس و العشرين من يناير التى يتنكر لها بعض أبناء مصر بلا خجل ليست سوى امتداد لتاريخ الشعب المصرى قديما و حديثا ، فقد يطول انتظاره و لكنه اذا ما هب ثائرا ألحق بعدوه  الهزيمة الساحقة . إنه يصبر طويلا ثم يثور و يصنع التاريخ..
أذهلت الثورة العالم و لم يُخف بعض حكام الغرب انبهارهم بالشعب المصرى ، فاعترف رئيس النمسا هاينز فيشر بأن “شعب مصر أعظم شعوب الأرض و يستحق جائزة نوبل للسلام” وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما  "يـجب أن نربي أبـناءنا ليصبحوا كشباب مصر" . أما رئيس وزاراء إيطاليا سيلفيو برلسكوني فقال "لا جــديد في مصر فقد صنع المصـــريون التاريخ كالعادة" .
و هذه العبارة تكرار لما قاله نابليون بونابرت منذ قرنين " في أوروبا الغيوم لا تجعلك تفكر في المشاريع التي تغير التاريخ‏ ،‏ أما في مصر فإن الذي يحكم بإمكانه أن يغير التاريخ‏ "، وقال  " لو لم أكن حاكما علي مصر لما أصبحت إمبراطورا علي فرنسا‏".
كان نابليون يحلم بتشييد امبراطورية فرنسية في الشرق تكون مصر نواتها.، ولكى يستميل المصريين ادعى إنه اعتنق الإسلام وأصبح اسمه "بونابردي باشا"، وقيل إنه كان يتجول فى شوارع مصرمرتديا العمامة  والجلباب ، و يتردد إلى المسجد في أيام الجمعة . و لكن هذا لم ينطلى على شعب مصر العريق ، و تحطمت أحلام القائد الذى هزم الشعوب الأوروبية على صخرة الجسارة المصرية ، و تلاشى حلم الامبراطورية الفرنسية الشرقية بعد ثلاث سنوات فقط من غزو بونابرت لمصر.
ويواصل الشعب مسيرته ليقضى على الباطل ، و يسطر بكفاحه تاريخ العالم ، فينهى  فى الستينات  من القرن الماضى الاستعمار الأوروبى الذى رزح على قلوب الشعوب العربية و الأفريقية و استغل ثرواتهم. و بعد أن وقع الزعيم جمال عبد الناصر معاهدة جلاء الجيش الإنجليزى عن مصر بدأ العد التنازلى ، إيذانا بغروب الامبراطورية البريطانية التى لم تكن تغرب عنها الشمس  وحان غروبها على يد ناصر ، و فى عقدين انهاراستعمار دام عشرات العقود .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق