20 فبراير 2014

لا ديمقراطية بلا معارضة

                
لا يمكن أن تكتمل الديمقراطية بدون وجود معارضة قوية تقف على قدم المساواة مع النظام الحاكم . و فى مصر اليوم أكثر من جهة معارضة ، و لكنها خافتة الصوت أو محجوبة . و لو أتيحت الفرصة لظهور القيادات المعارضة واستمع الشعب الى تبريراتهم فسوف يحكم بنفسه على مدى اخلاصهم لمصر وولائهم للوطن و تلك هى الخدمة الاستثنائية التى قدمتها القنوات الموصوفة بالدينية . إن رذاذ الكلام والسباب و التهديد و الوعيد الذى تبارى قادة التيار الدينى – و الإخوان بالذات – لتوجبهه لكل من عارضوهم قدم لوكلاء النيابة أدلة دامغة على تورطهم فى تحريض البسطاء و المشاركة فى ارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون  .
اذن لا حل سوى القاء الضوء على الآراء المعارضة و الرد عليها بالحجة و البرهان . لابد أن تفسح القنوات المحلية و الفضائية الفرصة لعقلاء المعارضين سواء فى التيار الدينى أو فى القوى السياسية الأخرى ، وأن  يقوم المذيعون بالتحاور معهم دون فرض رأى أو التحيز لرأى آخر . ليس مطلوبا أن تتحول البرامج الى محاكمات للمعارضين أو أن يصبح المذيعون وكلاء نيابة ، فالمذيع مهمته الأساسية اتاحة فرصة التعبير لكل التيارات و الاتجاهات و الأشخاص الذين يحترمون الكلمة و يلتزمون بأدب الحوار و يدركون أهمية أن يعرف الشعب الحقائق كلها بلا مواربة.  الحوار فن لو تعلمناه سوف يغنينا عن كل الأسلحة الأخرى اللفظية و النارية و البيضاء..الخ ،  و سيقضى على داء التشهير و تلفيق التهم و اختلاق الإشاعات الذى تفشى بيننا مؤخرا ، و يضفى  حيوية للحياة السياسية  و للتليفزيون فى نفس الوقت . يحى الأجساد الميتة  كيف تستعد للانتخابات  القادمة برلمان و رئاسة
إن الحوار الحر اذا ما بدأ فى التليفزيون سوف يحول ذلك الجهاز السحرى الى مدرسة بل جامعة يتلقى فيها الشعب دروسا فى فن الحوار و يحصل فى النهاية أعلى الشهادات فى المعرفة و يدرك قيمة الاعتراض  السلمى ولن يلجأ الى الممارسات الخارجة على القانون  التى أرهقت مصر على مدى عامين و عطلت الإنتاج وسببت البطالة لآلاف العاملين و تهدد خزانتها بالإفلاس
----



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق