لا يمكن أن تكتمل الديمقراطية بدون وجود معارضة قوية تقف على قدم
المساواة مع النظام الحاكم . و فى مصر اليوم أكثر من جهة معارضة ، و لكنها خافتة
الصوت أو محجوبة . و لو أتيحت الفرصة لظهور القيادات المعارضة واستمع الشعب الى
تبريراتهم فسوف يحكم بنفسه على مدى اخلاصهم لمصر وولائهم للوطن و تلك هى الخدمة
الاستثنائية التى قدمتها القنوات الموصوفة بالدينية . إن رذاذ الكلام والسباب و
التهديد و الوعيد الذى تبارى قادة التيار الدينى – و الإخوان بالذات – لتوجبهه لكل
من عارضوهم قدم لوكلاء النيابة أدلة دامغة على تورطهم فى تحريض البسطاء و المشاركة
فى ارتكاب جرائم يعاقب عليها القانون .
اذن لا حل سوى القاء الضوء على الآراء المعارضة و الرد عليها بالحجة
و البرهان . لابد أن تفسح القنوات المحلية و الفضائية الفرصة لعقلاء المعارضين
سواء فى التيار الدينى أو فى القوى السياسية الأخرى ، وأن يقوم المذيعون بالتحاور معهم دون فرض رأى أو
التحيز لرأى آخر . ليس مطلوبا أن تتحول البرامج الى محاكمات للمعارضين أو أن يصبح
المذيعون وكلاء نيابة ، فالمذيع مهمته الأساسية اتاحة فرصة التعبير لكل التيارات و
الاتجاهات و الأشخاص الذين يحترمون الكلمة و يلتزمون بأدب الحوار و يدركون أهمية
أن يعرف الشعب الحقائق كلها بلا مواربة.
الحوار فن لو تعلمناه سوف يغنينا عن كل الأسلحة الأخرى اللفظية و النارية و
البيضاء..الخ ، و سيقضى على داء التشهير و
تلفيق التهم و اختلاق الإشاعات الذى تفشى بيننا مؤخرا ، و يضفى حيوية للحياة السياسية و للتليفزيون فى نفس الوقت . يحى الأجساد
الميتة كيف تستعد للانتخابات القادمة برلمان و رئاسة
إن الحوار الحر اذا ما بدأ فى التليفزيون سوف يحول ذلك الجهاز السحرى
الى مدرسة بل جامعة يتلقى فيها الشعب دروسا فى فن الحوار و يحصل فى النهاية أعلى الشهادات
فى المعرفة و يدرك قيمة الاعتراض السلمى
ولن يلجأ الى الممارسات الخارجة على القانون
التى أرهقت مصر على مدى عامين و عطلت الإنتاج وسببت البطالة لآلاف العاملين و تهدد خزانتها بالإفلاس
----
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق