14 ديسمبر 2011

المعجزة التى يمكن أن تنقذ مصر اقبال بركة



ثلاث فئات فى يدها أن تنقذ الوطن من السقوط فى هاوية مظلمة
ثلاث فئات فى يدها أن تنقذ الوطن من السقوط فى هاوية مظلمة : المثقفون و النساء و الأقباط . و بحسبة بسيطة يتضح أن هذه الفئات الثلاثة تشكل أغلبية السكان ، و لكن أين هم ؟

للأسف ثلاثة أرباعهم من الأغلبية الصامتة ، كأنهم بلا وجود ، بينما ترتع الفئات الأخرى حرة طليقة لا يردع جموحها و تعطشها للسلطة شىء.

لو عرفت هذه الفئات الصامتة أن الأمر يعنيها أكثر من غيرها ، و أن التهديد موجه لها رأسا و علنا ومع سبق الإصرار و الترصد ، فقد يهبوا ثائرين . المطلوب منهم غاية فى البساطة و هو أن يقوموا بممارسة حقهم السياسى فى الإنتخاب . و لعل الوقت قد حان لكى تركز الحركة النساية المصرية جهودها على توعية النساء ، فالكل اليوم يمكن أن يعطى صوته ، و لم تعد ثمة اجراءات لاستخراج بطاقةا انتخابية . أعلم أن الدينيين قد سبقونا على الأبواب و أنهم يقدمون غراءات عديدة للفقراء ، و وعود لا أول لها و لا آخر ، فلديهم مال قارون يغترفون منه بلا حساب ، و لكن هذا لا يجب أن أن يقعدنا عن المحاولة ، و لنكثف جهودنا فى الظهور فى كل القنوات الفضائية و التحدث صراحة و بلا مواربة عما يهدد الوطن بالإظلام الكامل ، و من تسبب فى بذر بذور الانقسام و الفرقة بين كافة فئاته . و لنقل لهم صراحة أن من يتوشحون بعباءة الشريعة لايدافعون عن الإسلام و لا يعنيهم تطبيق الشريعة الإسلامية بقدر ما يعنيهم القفز على السلطة و تولى زمام أهم وأكبر دولة إسلامية ، و أن أفكارا تعشش فى رؤسهم لا تقل خطورة عن أفكار القاعدة فى أفغانستان التى يترأسها حاليا إثنان من المصريين ، ويقع تحت تأثيرها مئات الآلاف غيرهم .

هل تعلم كل سيدة مصرية أن إعطاء صوتها للمرشح الدينى يعنى حرمانها من ممارسة حقوقهاالسياسية هى و بناتها و حفيداتها فى المدى البعيد ؟

هل تعى كل سيدة تتحمس للدينيين حبا فى الإسلام أنها تمنح لهؤلاء حق إصدار قوانين ستوقع عليها أبلغ الضرر بدعوى أن هذا ما يريده الإسلام ؟ هل تعلم أن كل ما اكتسبته من حقوق ، وفقا للشرع ، فى الفترة الماضية ستراجع و تلغى ، باسم الشرع أيضا ؟

إن مأساة جيلنا أن من يتصدون للحديث باسم الإسلام و من يرفعون راية الدفاع عن الشريعة و يجاهرون بعدائهم لثلاثة أرباع سكان الكرة الأرضية لأنهم كفرة و لا يطبقون شرع الله ، هؤلاءء أغلبهم يجهلون كل الجهل ما يتحدثون عنه ، و أقصى ما يستطيعون هو ترديد بعض أقوال القدماء كالببغاوات ، و بعد تجريدها من سياقها المكانى و الزمانى ؟!

هذه الحقائق المؤلمة قد تصدم من لا يعرف ، و لكنها معروفة تماما لمن يعرف .

و على من يتشكك فى هذا الكلام أن يراجع أدبيات الجماعات الدينية (مقالات وردود على مقالات الكتاب ، و كتب ، و أحداديث تليفزيونية ..الخ ) ليعرف أنهم يناصبون العداء الصريح للفئات الثلاثة : النساء والأقباط و المثقفين . إنهم يرفضون مشاركة المرأة فى السياسة ، و اذا ما اضطروا لدفع بعض من ينتمين اليهم من النساء للانتخابات فمن باب الاضطرار و عن غير اقتناع . و هم يعلنون صراحة أن الأقباط لاحق لهم فى الترشح للرئاسة ، أى أن حقوقهم السياسية لابد و أن تكون منقوصة ، و بالطبع لم و لن يمنحوا أصواتهم لأى مسيحى مصرى . أما المثقفون فهم دائما فى دائرة الشك فى نياتهم و البحث داخل ضمائرهم لأن أغلبهم إما علمانى أو يسارى أو شيوعى أو " متغربن "..الخ ، و بالإجمال هم ( المثقفون ) يشيعون الإنحلال الأخلاقى بكتاباتهم لأنهم يطالبون بالحرية للجميع ، ويريدون للنساء أن يتبجحن على الرجال و للأقباط أن يحكموا مصر ..!!

يمكن لصناديق الانتخاب أن تنقذنا من المصير المؤلم الذى يتوعدنا به " الدينيون " أى كل من يتمسح بعباءة الدين ليتمكن من الدنيا" ، فهل تحدث المعجزة ..؟!هل يستيقظ الأقباط و النساء و المثقفون من حالة الصدمة و الرعب التى تغشاهم منذ شهور و يتوحدوا لإنقاذ البلد ..!!

iqbalbaraka@yahoo.com





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق