25 ديسمبر 2011


واحد اثنين.. كرامة المصرى فين!                  اقبال بركة

مسيرة الحرائر المصريات فى الأسبوع الماضى كانت تواصلا لسلسلة  بدأت منذ قرنين   ،  و استمرت حلقاتها على مدى السنوات الماضية ، و يبدو أنها لن تتوقف . لم تكن ثورة النساء على ماحدث قبل أيام فقط ، و انما على ما يحدث منذ سنوات عديدة  من استهانة بالمرأة و تجاهل لحقوقها الإنسانية وقهر لأحلامها المشروعة .و على مدى تاريخها لم تهب المرأة المصرية ثائرة الا بعد أن استشعرت الخطر على مصر ، فالخطر الذى يواجه مصر خطر عليهما معا، والإعتداء لم يكن على نساء مصر فقط بل على أعز ما تملك مصر من متاحف و مبانى و ثروات تراثية.
لقد تكررت جريمة التحرش بالناشطات النسائيات، و سوف تتكرر كثيرا مع غياب العقاب ، فمرتكبى جرائم التحرش بالنساء  الذين فضحتهم عدسات  الإعلام أمام نقابة الصحفيين ثم يوم المرأة العالمى ، ثم مرات عديدة بعد ذلك ، لم يرتدعوالأن سابقيهم مازالوا يمرحون ، و لعلهم يتفاخرون بجرائمهم مما يحرض الاخرين على تقليدهم .فالتحرش يشجعه السكوت عليه ( علامة الرضا ) و يصبح العنف والاعتداء عادة ظاهرة  ، لا يقف فى طريقها عائق مهما كانت قيمته .
  وما حدث يوم حرق المجمع العلمى أساء أبلغ إساءة الى مصر شعبا و ثورة و جيشا  وتاريخا . مع جسد الضحية الشابة . كلها  تهاوت وتعرت وفُضحت على مرأى و مسمع من العالم كله ، بالصوت و الصورة  : الدليل الدامغ الذى لا يقبل المكابرة .  لهذا كانت ثورة نساء مصر قوية وإصرارهن على القصاص الفورى .. لا يكفى أن يحكم على واحد أو مجموعة بالسجن عدة سنوات ، فلابد من كشف و تعرية و فضح هذه الجرائم حتى لا تتكرر ، و لابد أن يشارك التليفزيون المصرى فى إماطة اللثام عن مرتكبى الحوادث و ألا يكتفى بالزعم بأنهم قلة مندسة أو مجموعة من المشردين و أصحاب السوابق ، فضربات الأمن الباطشة وجهت للجميع بل لعلها ركزت على الثوار دون غيرهم . 
  إن التحرش بإنسان أبلغ دليل على إزدرائه  ، فالمعتدى يشعر بقوته و بضعف الآخر ، فيعتدى على كرامته و يدهس كبرياءه و يسحل بدنه الضعيف  . و لو علم المعتدى أنه سيواجه بقوة و أن عاقبة فعله ستكون رادعة  بقدر الألم البدنى و النفسى الذى سببه ، ما أقدم على ارتكاب جريمته .

هناك تعليق واحد:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف