فى صبيحة
(يوم 8 مارس 2012 ) توجه وفد من النساء الى ميدان التحرير ليحتفلن بيوم المرأة
العالمى فى الميدان ، باعتباره المنصة الرئيسية للثوار ، و كان برفقتهن عدد من
الرجال ، و بدلا من الترحيب بهن و مشاركتهن الاحتفال و مساندتهن فى مطالبهن
العادلة ، فوجئوا بمن يلقى عليهن الحجارة و يحاول طردهن من الميدان ، و امتدت
الأيدى النجسة لتعبث بالأجساد وتطاولت الألسنة لتخدش حياءهن على مرأى و مسمع من
عناصر الجيش دون أن يتدخل أحد لحمايتهم !
و فى اليوم
التالى 9( مارس)، تكرر كشف العذرية مع مجموعة أخرى من المتظاهرات بعد أن فُض
اعتصامُهم بالميدان بالقوة ، و سيقوا الى
المتحف المصرى حيث تعرضوا للتعذيب و الضرب
و الصعق بالكهرباء . و قد كشفت فضيحة كشف العذرية شابة صعيدية تدعى
سميرة إبراهيم التى قامت بمقاضاة إدارة السجن والمجلس العسكرى . الغريب أن
الضباط المكلفين بتلك المهمة القذرة لم ينكروها أو يستنكروها ، و دافع عنها أحدهم
بقوله إنها إجراء روتينى متبع فى السجون الحربية و المدنية حتى لا تدعى المحتجزات
أنه قد تم اغتصابهن بعد القبض عليهن ؟!!
منذ ذلك
اليوم الأسود و المرأة المصرية أصبحت وجها لوجه مع ثقافة مجتمعها المتخلفة . و
السؤال : لماذا تساق الى السجن الحربى فتيات و نساء مشاركات فى مظاهرة سياسية لإعلان
مطالب المرأة المصرية ؟ و لماذا يتم حجزهن فى السجون ؟
هذاالموضوع
أثار اشمئزاز العالم كله لتلك الإجراءات المهينة التى مازالت راسخة و متبعة فى التعامل
مع المواطن المصرى ، على الرغم من ثورته العظيمة فى 25 يناير . الأخطر من ذلك أن
هذا التعامل غير المتحضر مع الناشطات سياسيا أثر فى نفسية الكثيرات و نجحت سياسة
"اضرب المربوط يخاف السايب" فى دفع الكثيرات الى الإحجام عن المشاركة فى
المظاهرات و الاعتصامات . و بدلا من أن
يكون يوم المرأة العالمى عيدا لنا تحول الى ذكرى أليمة نتمنى ألا تتكرر.
العامل
النفسى فى رأى هو التحدى الأول لنساء مصر
. و قد كسرت ثورة الخامس و العشرين من يناير حصار الخوف ليس فقط عن النساء
المصريات بل عن كل المهمشين و المقهورين فى مصر كالفقراء و أبناء المحافظات و
الأقباط و النوبيين و البدو. كانت كل الحكومات السابقة بلا استثناء تتعامى عن وجود
و حقوق تلك الفئات التى تمثل ثمانين فى المائة من الشعب المصرى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق